محافظة "الوجه والتاريخ المزدهر

محافظة "الوجه  والتاريخ المزدهر".





                                               

  يعتبر خبراء التاريخ والجغرافيا محافظة الوجه بساحل البحر الأحمر، قصة تستحق أن تروى ومناظر تستحق أن تشاهد ونسمات بحر لا بد أن يستنشقها البشر، وذاكرة للتاريخ يتعين أن يعرفها الجميع.


نواف  الغضوري- سبق- الوجه، تصوير: محمد الشريف:






  يعتبر خبراء التاريخ والجغرافيا محافظة الوجه بساحل البحر الأحمر، قصة تستحق أن تروى ومناظر تستحق أن تشاهد ونسمات بحر لا بد أن يستنشقها البشر، وذاكرة للتاريخ يتعين أن يعرفها الجميع.

فهي تحتضن بين جدرانها أعرق تاريخ حينما يتذكر الأبناء في العهد الزاهر ما خلفه الآباء والأجداد ويشهد ذلك ميناؤها القديم على صفحات هذا التاريخ، فالوجه والبحر وجهان لعملة واحدة، وتقف هذه المدينة شاهدة على شغف أهلها بالبحر وحبهم له فهو مصدر رزقهم وعشقهم وعيشهم.

وتحمل مدينة الوجه آثاراً تاريخية بناها الآباء والأجداد وحافظ عليها الأحفاد، وأخذت هذه المحافظة نصيباً من الرقي والتقدم في كافة المجالات في عهد الدولة السعودية الحديثة.

تعددت الآراء حول تسميتها على أنها نقطة بداية أرض الحجاز للقادمين من إفريقيا والمغرب ومصر براً وبحراً، ومن أسمائها الوشن أو الوش أو الوشاشة أو بندر الوجه أو ميناء الوجه أو الوجه الحسن.

تتمتع محافظة الوجه بأشكال ساحلية مميزة يجعل منها منتجعاً طبيعياً سياحياً رائعاً لتمتعها بالعديد من الجـزر الواقعة على مقربـة من الساحل وتتميز بمناخ مقبول ومريح لوقوعها على هضبة ويهب عليها نسيم البحر.

كما تتمتع المدينـة بالشواطئ الرملية النقية من أي تلوث والخلجان والرؤوس والجروف المرتفعة والمنخفضة والألسنة والشعاب المرجانيـة الغاطسة بألوانهـا الجميلة، ويعتبر بحر الوجه من أكثر أجزاء البحر الأحمر حالياً صفاءً وجمالاً يؤهله ليكون عامل جذب سياحي كبير في المحافظة خاصـة لهـواة الغطس واكتشاف الأعمـاق والباحثين عن صيـد الأسمـاك و(الاستاكوزا) جراد البحر، والذي تشتهر به مدينة الوجـه والشواطئ البعيدة ذات المناظر الأخاذة والتي تنتظر السياحة الداخلية لتكتشفها.

ولا تتوقف السياحة على ما تتمتع به المدينة من آثار ومناخ وشواطئ وجزر، بل إن السائح يشيد إكباراً بسكان الوجه بما يتمتعون به من الكرم الحاتمي، وهذا ما تؤكده المصادر التاريخية بالترحيب بالضيوف ولا يمكن لأي زائر أن ينساه.











معالم الوجه السياحية 

1
ـ الأماكن التاريخية والأثرية مثل: (البلدة القديمة والميناء والسوق والقلاع). 

2ـ الشواطئ البحرية النقية من التلوث شمالاً وجنوباً مثل شاطئ الدميغة، وهو عبارة عن خليج مائي يمتد مسافة 3 كلم ومياه متدرجة العمق تحيط به الهضاب من الجهتين، وشاطئ خليج حواز من أجمل الشواطئ منظراً وتنوعاً، وشاطئ خليج عنتر الذي توجد به أشجار الشورى وشاطئ الهرابة الذي يتميز برماله وتنتشر حوله أشجار النخيل، وهناك شواطئ أخرى مثل شاطئ حرامل وشاطئ المكيسر وشاطئ المسدود وشاطئ المنيبرة وشاطئ المعيليق وشاطئ شق العبد وشاطئ القف وشاطئ هبان وشاطئ زاعم.

3ـ الملاحة: وهي يستخرج منها الملح أحد ألوان النشاط الاقتصادي لأهالي الوجه قديماً وتقع جنوب الوجه بالقرب من المطار.

4ـ الجزر البحرية: هناك العديد من الجزر ومنها جزيرة ريخة وجزيرة المردونة وجزيرة الظهرة.

5ـ المنتزهات البرية: كما تتمتع المحافظة شرقـاً بطبيعة برية متنوعة تجمع مـا بين الصحاري الرملية والجبال الصخرية والأودية جعلت من الكثير منتزهاً طبيعياً لعل أشهرها وادي حرامل الغني بنبتة الأراك ووادي الزريب.

وتملك محافظة الوجه كل مقومات الاستثمار في مجال الثروة السمكية بحكم تميز مصايدها البحرية وتوفر جميع الأسماك وأيضاً في مجال السياحة فيما تملك من شواطئ وجزر بحرية جميلة وأيضاً للاستثمار الصناعي من خلال صناعة الملح. 





المعالم التاريخية في محافظة الوجه

عرفت الوجه منذ القدم عبر مينائها الذي عرف باسم ميناء الحجر قبل الإسلام، وعرف بعد الإسلام وخاصة بالعصر العباسي وغيره من العصور الإسلامية، وذكرها العديد من الرحالة المسلمين الأوائل والمعاصرين وزارها الكثير من المستشرقين وذكرت في كتبهم ورحلاتهم وقلاعها بأنها محطة مرور درب الحجيج ومن أهم هذه المعالم: 

ميناء الوجه: من أهم الموانئ الطبيعية على البحـر الأحمر قبل وبعـد الإسلام حيث لعب دوراً كبيراً في عمليـة التنشيط التجاري بين موانئ البحر الأحمر، وقد عرف قديماً بميناء الحجر (مدائن صالح) واستخدم من قبل دولة الأنباط وازدادت أهميته بالعصور الإسلامية خاصـة بالعصر الأيوبي والمملوكي والعثماني ومع الحرب العالمية الأولى حتى أواخر التسعينات من القرن الرابع عشر الهجري (1399هـ).  

 2- المدينة القديمة: تمثل التراث الحضاري لهـذه المحافظة وشاهدة على الرقي المعماري الذي عرف به سكان المحافظة وتشتهر بشوارعها ورواشينها وبأسماء حارتها القديمة وبها مقر الإمارة والمحكمة والمدرسة الأميرية والشرطة وغيرها من الدوائر الحكومية القديمة،  وللمدينة ثلاثة أبواب لا يوجد لها أثر اليوم.

3- السوق القديم (المناخة): ويقع السوق على الشفة الشمالية للميناء، أسفل الهضبة التي تقع عليها مدينة الوجـه الحديثة، وقـد شهد السوق القديم حركة تجارية ضخمة أثناء الحكم المملوكي والعثماني حيث كان يمر عليها الحجاج وهو ما يفسر ازدهار الوجـه طوال قرون عديدة دون غيرها من المـدن الأخرى، وللسوق القديم بوابة أنشئت لحمايته ولا تزال المناخة قائمة وشاهدة على مجد غابر شهدته مدينة الوجه لقرون عديدة.

4- القلاع: توجد في الوجه قلعتان وتشرف إحداهما على الميناء في حي القرفاء وهي مرتفعة تشرف في جزئيها على القديم والحديث من البلدة، وكذلك على السوق القديم، وقد بنيت في عـام 1276هـ والأخرى في شرق الوجه وتعرف بقلعة الزريب وبنيت في عام 1026هـ لحماية قوافل الحجيج وحولها من المنازل المهدمة والبرك والآبار.

 5- المساجد القديمة: تضم المحافظة مجموعة من المساجـد والزوايا القديمـة التي يصل عمر بعضها إلى أكثر من 200 سنة أهمها مسجد الأشراف، والبوق، والبديوي والسنوسية وأبو نبوت.

6- فنار الوجه: ويقـع على الجانب الجنوبي من مينـاء الوجـه وذلك لإرشاد السفن وقـد تم بناؤه في عـام 1292هـ ولم يبق من بنائه سوى أجزاء قليلة مهدمة. 

7- المحجر الصحي: يقـع على الجانب الجنوبي من مينـاء الوجـه في منطقة الحشرة لحجز الحجاج والقادمين إلى ميناء الوجه من الأمراض المعدية، وتم بناؤه في عام 1283هـ. 

 8- الصهاريج: وهي مصدر من مصادر الميـاه لسكان المحافظة قديمـاً وتعتمد على سقوط الأمطار ويقدر عددها بأكثر من 20 صهريجاً ولم يبق منها إلا صهريج واحد.

9- الآبار السلطانية: بنيت فـي العهـد المملوكي والعثماني وتوجـد في منطقـة القلعـة والزريب.

10- الميناء الروماني: ويسمى حالياً بالقصير ويقع على بعد 45 كلم  جنوب المحافظة وهو عبارة عن بقايا معبد هلسنتي الطراز بني من حجر المرو وتظهر منه الرمال بشكل كرانيش تزين مداميك الجدران وهناك معالم أثرية أخرى منها آثار وادي زاعم وآثار وادي عنتر وواحة بداء وأم القريات والتي تقع شرق محافظة الوجه وآثار العبيد وآبار وادي سبيل. 

أهم الجزر في محافظة الوجه

1-جزيرة ريخة: تقع على بعد 7 كلم غرب محافظة الوجه وهي من أكبر الجزر تتميز بوجود حولها الشعب المرجانية ذات الألوان الخلابة وتضم بعضاً من الكائنات البرية والبحرية وتعتبر من أجمل أماكن الغوص وتمتاز بوجود أعداد كثيرة من الإستاكوزا والأسماك.

2- جزيرة الظهرة: تقع جنوب الوجه على بعد 8 كلم وهي جزيرة رملية تمتاز ببياض رمالها ومحاطة بشعب مرجانية وتتميز بوجود أماكن للسباحة وتعيش بها بعض الطيور البحرية وتظهر بوضوح أمام شاطئ الفلك.

3- جزيرة الشيخ مربط: تقع جنوب المحافظة على مسافة 30 كلم وتتميز بوفرة العديد من أنواع الأسماك.

 3- جزيرة بريم: تقع جنوب الوجه على مسافة 26 كلم وهي جزيرة تمتاز بنمو النباتات الطبيعية الكثيفة وتمتاز بوفرة الأسماك وتعيش بها بعض الطيور البحرية.

4- جزيرة المردونة: تقع جنوب الوجه على بعد 13 كلم وهي عبارة عن جبل متوسط الارتفاع تظهر بوضوح أمام شاطئ الهرابة وهي مكان جميل لممارسة الغوص وتعبس بها بعض النباتات البرية والبحرية.

5- جزيرة أم رومة: تبعد عن المحافظة حوالي 15 كلم وتقع جنوب غرب الوجه مساحتها 6 كلم.

أهم الشواطئ:

1-     شاطئ زاعم: يعتبر من أهم الشواطئ السياحية بمحافظة الوجه حيث يرتاده العديد من أهالي المحافظة والسياح الذين يزورون المحافظة لما يتمتع من جمال طبيعته وموقعه المتميز واكتمال كامل الخدمات من مركز إنقاذ تابع لحرس الحدود وأماكن محددة للسباحة وتوفر الإضاءة والخدمات من قبل البلدية.

2-     شاطئ الدميغة: يقع شمالاً وهو عبارة عن خليج مائي يمتد مسافة 3 كلم مياه متدرجة العمق وتحيط به الهضاب من الجهتين وهو ميناء لسفن الصيد وتنمو به بعض النباتات. 

3-     شاطئ حواز وحوييز: يقع شمالاً بحوالي 40 كلم وهو عبارة عن خليج بحري محاط بالجبال الشاهقة ويعد من أفضل أماكن السباحة والغوص.

4- شاطئ المسدود والمنيبرة: يقع جنوباً على بعد  25 كلم، وهو عبارة عن شاطئ بحري يتميز بهدوء مياهه ينقسم إلى شاطئ صغير وكبير ويفضله الأهالي للتنزه والسياحة.  

وهناك شواطئ أخرى مثل شاطئ حرامل والهرابة وشاطئ المكيسر وشاطئ المعليق وشاطئ شق العبد وشاطئ هبان وعنتر وغيرها.

الاكثر مشاهده

سوق الوجه قديماً.. حركة اجتماعية واقتصادية وتاريخية

بالصور مدائن صالح بالعلاء

صور لمدينة الوجه قبل مية عام تم تصويرها مابين1911 و1916