الجزيرة العربية في الوثائق البريطانية 3
الجزيرة العربيةفي الوثائق البريطانية 3
المجلد الثالث
الجزيرة العربية
في الوثائق البريطانية
(نجد والحجاز)
المجلد الثالث
1917 ـ 1918
اختيار وترجمة وتحرير
نجدة فتحي صفوة
Materials selected from the Public Record Office Decuments,
Which are British Crown Copyright, are translated by
Permission of Her Majesty`s Stationary Office
ترجمت الوثائق المستخرجة من مركز حفظ الوثائق البريطانية ،
التي هي من حقوق التاج البريطاني،
بموافقة "مكتب جلالة ملكة بريطانية للقرطاسية"
(C) نجدة فتحي صفوة، 1998
جميع الحقوق محفوظة
الطبعة الأولى 1998
ISBN 1 85516 573 2
المحتويات
ـ مقدمة .................................................. ............... 7
ـ فهرس تحليلي للوثائق البريطانية عن الجزيرة العربية
(الحجاز ونجد) 1917 ـ 1918 ....................................... 21
ـ نبذة عن الشخصيات الرئيسية التي ورد ذكرها في الوثائق
أو أسهمت في إعدادها ................................................. 67
ـ القسم الأول: الوثائق البريطانية عن الحجاز لسنة 1917 ـ 1918 .. 83
وثائق سنة 1918 عن الحجاز .......................................... 330
ـ القسم الثاني: الوثائق البريطانية عن نجد والإمام عبد العزيز آل سعود
(1917 ـ 1918) .................................................. .. 631
ـ
مقدمة
يختص الجزء الثالث من "موسوعة الجزيرة العربية في الوثائق البريطانية " بوثائق سنتي 1917 و1918، وكان الجزء الأول يحتوي على وثائق سنتي 1914 ـ 1915 والجزء الثاني خاصاً بوثائق سنة 1916. وكان تخصيص جزء كامل لوثائق سنة واحدة يعود إلى ضخامة عدد الوثائق الخاصة بتلك السنة بسبب قيام الثورة العربية فيها وكثرة المراسلات والتقارير التي تبودلت بسببها.
وقد شهدت السنتان 1917 و1918 أحداثاً على جانب عظيم من الأهمية أيضاً، على الصعيدين العالمي والعربي على حد سواء.
العالم في سنة 1917
وفي بداية سنة 1917، كانت الحرب العالمية الأولى لا تزال في أوج استعارها، وفي هذه السنة لم تعد أوروبا وحدها ساحة الحرب، بل أصبح العالم بأجمعه مسرحاً لعملياتها.
وفي روسيا اضطر القيصر، إزاء الاضطرابات المدنية والعسكرية التي سادت بلاده، أن يرضخ للضغوط التي تركزت عليه، ويتنازل عن العرش. وأسست حكومة موقتة برئاسة جيورجي لفوف في 15 آذار / مارس سنة 1917 ، وبعد حوالي أربعة أشهر، وعلى أثر مظاهرات يسارية واسعة النطاق (في 20 تموز / يوليو) من السنة نفسها، استقال لفوف، وخلفه في رئاسة الحكومة ألكساندر كيرينسكي الذي تعهّد بمواصلة الحرب. ثم عاد لينين من المنفى والتحق بستالين وتروتسكي، وفي تموز / يوليو نجحت حكومة كيرينسكي في القضاء على انتفاضة بلشفية، وهرب لينين مرة أخرى. واستمرت الحرب في الشرق، وكان ذلك بطبيعة الحال مدعاة ارتياح كبير للحفاء. وجاءت القشة الأخيرة في شهر أيلول / سبتمبر حين أصيب الجيش الروسي المرهق والمنهارة معنوياته بهزيمة منكرة في "ريغا" وبذلك فتح أمام الألمان الطريق إلى العاصمة الروسية "بتروغراد". وفي أوائل تشرين الثاني / نوفمبر قامت انتفاضة بلشفية ثانية كانت أكثر نجاحاً، فسقطت "بتروغراد" بعد الهجوم على "القصر الشتوي" وأطيح بكيرينسكي وحكومته، وأعلنت الجمهورية في روسيا، وتم الاتفاق على هذه منفردة مع ألمانيا والنمسا، ثم جاءت مفاوضات السلام.
كان لهذا الحدث آثاره وردود فعله المهمة في الغرب، وكذلك في البلاد العربية. وكانت ردود الفعل في الغرب مختلفة، فقد اتخذت الحكومة البريطانية من الحكومة البلشفية موقفاً متصلباً، ورفضت أن تكون لها أية صلة بها. واصبح بإمكان ألمانية نقل قواتها الموجودة في الميدان الشرقي إلى الغرب، بعد أن تحللت من واجباتها هناك. مما حقق لها الهيمنة على الوضع ولو إلى حين، إذ عاد ميزان القوى فأصبح في صالح الحلفاء مرة أخرى بدخول الولايات المتحدة الحرب في نيسان / أبريل، وهو حدث فجّره إلى حد كبير استمرار الغواصات الألمانية في إغراق البواخر الأميركية، وكذلك مهاجمة الألمان للسفن الأميركية التي كانت مستشفيات عائمة، واحتجازهم في سلسلة الاستفزازات الألمانية في شباط / فبراير مع برقية أرسلها وزير خارجية ألمانية "زيمرمان" إلى الرئيس المكسيكي "كارانزا" يحثه فيها على أن تعلن المكسيك الحرب على الولايات المتحدة وتعيد احتلال الأراضي التي أخذت منها في تكساس ونيومكسيكو وأريزونا. وكان زيمرمان يتوقع أن تقوم الولايات المتحدة بعمليات انتقامية ضد إغراق سفنها، ففكر أن إعلان المكسيك الحرب عليها سيشغلها عن ذلك. ولكن استخبارات البحرية البريطانية التقطت هذه البرقية، وتمكنت من فك رموزها. ونشرها الرئيس الأميركي وودرو ويلسن في 1 آذار / مارس سنة 1917، قبل إعلان الولايات المتحدة الحرب بخمسة أسابيع. وصادرت الحكومة الأميركية 91 سفينة ألمانية كانت راسية في ميناء نيويورك، وبدأت بتسليح أسطولها التجاري، وفي شهر أيار / مايو وافق الكونغرس على قانون خاص بالخدمة العسكرية وأمكن بموجبه تجنيد 10 ملايين جندي أميركي.
إزاء هذه الخلفية من الوضع الدولي تعرض الوثائق البريطانية التي يتضمنها هذا الجزء من الموسوعة تسلسل الأحداث في الحجاز ونجد خلال سنتي 1917 و1918، من زاوية بريطانية بطبيعة الحال.
لما حلت سنة 1917 كانت الثورة العربية قد مرت عليها سبعة أشهرن، وكانت معالمها قد اتضحت، وأهدافها قد تحددت، ولكنها مع ذلك لم تكن قد انتهت. وشهدت بداية سنة 1917 انتقال زمام المبادرة في القتال من أيدي الأتراك إلى أيدي العرب. فقد عبر الأمير عبد الله خط سكة الحديد إلى شمال المدينة، وتمركز في وادي العيص، وقام الأمير علي من رابغ نحو مواقع الأتراك في معابر الجبال فاستطاع أن يخرجهم منها وأجبرهم على التراجع إلى خط دفاعي قريب من المدينة. أما الأمير فيصل فقد أتاحت له عمليات شقيقيه أن يخرج بقواته إلى ما وراء جبهة المدينة فيستولي على الوجه، وبذلك أصبح ساحل الحجاز بأكمله في يد العرب. وزال الخطر الذي كان يهدد رابغ، ثم جاءت معركة بئر درويش، وهي من أهم المعارك في تاريخ الثورة، إذ استطاعت القوات العربية أن تستولي لأول مرة على موقع تركي حصين. وكان احتلال العقبة في تموز / يوليو 1917 نقطة تحول أخرى في الموقف، إذ تحولت الثورة العربية إلى حرب متحركة هدفها أن تستولي على دمشق التي تبعد 600 ميل شمالاً، وأصبحت الثورة بذلك جزءاً من الحرب العالمية الأولى، إذ كونت الجناح الأيمن للقوات البريطانية الزاحفة على فلسطين، وتوجهت بعثة إلى سورية، بقيادة الشريف ناصر ونسيب البكري، تدعو للثورة وتضع أسس العمل المشترك، ورافق هذه البعثة الكابتن لورنس.
وعهد الجنرال اللنبي إلى القوات العربية بمهمة قطع المواصلات بين دمشق والجنوب باحتلال درعا، المنطقة الحيوية للمواصلات، وذلك بقصد حماية الجناح الأيمن للقوات البريطانية ومشاغلة القوات التركية في شرق الأردن ومنعها من إرسال الإمدادات إلى فلسطين. وبعد احتلال درعا بدأ تراجع الجيش التركي تتعقبه القوات النظامية العربية ورجال القبائل، وانهارت الجبهة التركية في نهاية أيلول / سبتمبر ولم يتمكن الأتراك من تأليف جبهة حربية في حوران، كما لم يتكنوا فيما بعد من تأليف جبهة جديدة في دمشق، وأخذت القوات البريطانية القادمة من جبال الجليل، والقوات العربية إلى الشرق منها، تزحفان في خطين متوازيين في عملية سباق غايتها النهائية دمشق.
وتبدأ وثائق هذه المجموعة لسنة 1917 بتقرير أعده هوغارث عن الشخصيات الحجازية المهمة، وقد أعد هذا التقرير لاستعمال المكتب العربي، وقد أدرجناه نظراً للمعلومات الدقيقة والأوصاف التفصيلية التي يتضمنها لبعض الشخصيات الرئيسية في الحجاز، على الرغم من وجود عدد من الأخطاء فيه أيضاً.
أما الأحداث التي تتناولها وثائق هذا الجزء فتبدأ بقضية إنزال قوات أجنبية في الحجاز لمساعدة الجيوش العربية، وطلب الملك حسين إرسال هذه القوات في بداية الثورة ثم عدوله عن ذلك بسبب تخوفه من الاستياء الذي قد يحدثه ذلك في العالم الإسلامي. وتليها قضية تشكيل وحدة عسكرية عربية (السرية العربية) من أسرى الحرب العرب الموجودين في معسكرات الأسرى في الهند. ومجموعة من الوثائق عن المحاولات الفرنسية للتدخل في شؤون الحجاز، وموقف بريطانية من هذه المحاولات، وهنالك عدة تقارير مهمة عن الحجاز كتبها الكابتن جورج لويد (اللورد لويد فيما بعد) وتقارير عن الشعور السائد والرأي العام في مصر تجاه الثورة العربية.
البلاد العربية في سنة 1918
ففي المنطقة العربية استمرت عمليات الثورة في ميادينها الشمالية والشرقية والجنوبية، وكانت جيوش ألمانية وحليفتها تركية قد أخذت تتراجع في شتى ميادين القتال خطوة بعد خطوة، وفي شهر أيلول / سبتمبر قام الجيش البريطاني بقيادة الجنرال اللنبي بهجوم واسع النطاق على الجيوش العثمانية المواجهة له. وقد سبق له في خريف سنة 1917 أن استولى على معظم أراضي فلسطين. وفي الوقت نفسه قام (الجيش الشمالي) بقيادة الأمير فيصل بهجوم مماثل في جبهته، وسبق الجيش البريطاني في عملياته ببضعة أيام، وتراجعت الجيوش العثمانية عن فلسطين وشرق الأردن على غير انتظام، ودخل العرب درعا ثم دخلوا دمشق يوم 1 تشرين الأول / أكتوبر ورفعوا العلم العربي فيها. وواصلت وحدات الجيش الشمالي تقدمها في سورية حتى دخلت حلب.
وجاءت نهاية الحرب العظمى بصورة سريعة ومفاجئة، ففي البلقان كانت بلغارية قد استسلمت في نهاية أيلول / سبتمبر 1918، وبعدها شهر واحد جاء استسلام القوات التركية التي كانت على شفا الانهيار، وفي 30 تشرين الأول / أكتوبر تقدمت ألمانية بطلب هدنة، وبدأت محادثات السلام، وفي اليوم نفسه استسلمت الدولة العثمانية، وبعد ثلاثة أيام وقعت النمسة على اتفاقية الهدنة، وفي 9 تشرين الثاني / نوفمبر تنازل القيصر الألماني عن العرش، وأعلنت الجمهورية في ألمانية، وبعد يومين تسلم الماريشال فوش وثائق استسلام ألمانية، وفي الساعة الحادية عشرة من صباح 11 تشرين الثاني / نوفمبر انقطعت أصوات المدافع في جميع أنحاء أوروبا، وانتهت الحرب العالمية الأولى بعد أن كبدت البشرية عشرة ملايين قتيل، وانتهت معها الثورة العربية.
.
المذكرات والتقارير
ويحتوي هذا الجزء، شأن الأجزاء السابقة، على الكتب والبرقيات المتبادلة بين الجهات البريطانية المعنية في جدة والقاهرة والبصرة وبغداد ولندن والهند وعدن حول شؤون المنطقة، وتطورات العمليات العسكرية للثورة، وكذلك على مراسلات الملك حسين وأولاده مع المسؤولين البريطانيين، وأحياناً مع بعضهم، وكذلك على مراسلات الأمير عبد العزيز بن سعود مع الممثلين البريطانيين في المنطقة ومع الملك حسين وحكام المنطقة الآخرين.
وإضافة إلى المراسلات بين الجهات المختلفة، فإن من أهم محتويات الوثائق البريطانية التقارير المفصلة والدراسات التي كانت تعد في الدوائر المختلفة عن الشؤون العربية مثل وزارة الخارجية والبحرية والهند والمكتب العربي في القاهرة ودوائر الاستخبارات العسكرية والمدنية. وتأتي بعض هذه التقارير مفصلة جداً، وتستغرق عشرات الصفحات التي تحفل بكثير من المعلومات المفيدة عن السياسة البريطانية وعملية صنع القرارات. منها على سبيل المثال وليس الحصر، مذكرة للكابتن براي بعنوان "القضية الإسلامية" تبحث في تأثيرها في الحوادث في الهند وفي بلاد العرب ومستقبل الإسلام حين لا تعود تركية دولة يعلق العالم الإسلامي آماله عليها. ومنها تقرير مهم للجنرال وينغيت إلى وزير الحرب عن سير الحركات العسكرية خلال عام، منذ تسلمه إدارتها. ومذكرتان للكابتن جورج لويد (اللورد لويد فيما بعد) عن وضع الحجاز كما هو موضح في الاتفاقات الحديثة، ومذكرة لهوغارث عن الاتفاقية البريطانية ـ الفرنسية ـ الروسية وخلفيتها، ومذكرات للورنس عن مقابلاته مع الشريف حسين وموقفه العقائدي ورأيه في العقائد الإسلامية "للمذهب الوهابي" [3] ، ومذكرة أعدت في (المكتب العربي)
بالقاهرة بعنوان "مصر والحركة العربية" ومذكرة عن مباحثات أجراها الكرنل ويلسن والميجر كورنواليس مع الأمير عبد الله ، ومذكرة "الزعماء السوريين السبعة" إلى الحكومة البريطانية عن مستقبل البلاد العربية بعد الحرب، ورد الحكومة البريطانية عليها الذي سلم إلى اثنين منهم بواسطة الكوماندر هوغارث ، وتقارير مفصلة للمعتمد البريطاني في جدة إلى وينغيت عن ثلاث محادثات مطولة أجراها مع الملك حسين، ومذكرة للجنرال كلايتن عن الحالة الذهنية للملك حسين بسبب عدم اطمئنانه لسياسة الحكومة البريطانية إزاءه . ثم خلاصة مهمة وتفصيلية عن "ثورة الحجاز" أعدت في رئاسة الأركان العامة. ومذكرة تفصيلية عن (التزامات بريطانية للملك حسين) وأخرى عن (التزامات بريطانية للأمير عبد العزيز بن سعود).
الوثائق عن نجد
ويختص (القسم الثاني) من المجموعة بالوثائق البريطانية المتعلقة بأمير نجد عبد العزيز بن سعود والمراسلات معه ومع الجهات المعنية حول علاقاته بابن رشيد وبالملك حسين. وهو يحتوي أيضاً على تقرير مفصل من الكرنل هاملتن، المعتمد السياسي في الكويت عن محادثات أجراها في الرياض مع الأمير عبد العزيز آل سعود ، كما يحتوي على مجموعة من الرسائل المتبادلة بين الأمير عبد العزيز آل سعود والملك حسين . ومن أهم محتويات هذا القسم أيضاً مذكرة مفصلة للسير برسي كوكس عن "علاقات بريطانية مع ابن سعود" (تسلسل 197) وتقرير مفصل كتبه فيلبي عن البعثة التي ترأسها إلى الرياض واستغرقت سنة كاملة للتعامل مع (الإمام) عبد العزيز آل سعود في أمور معينة ذات أهمية متبادلة، مع ملاحق عديدة تحتوي على وثائق مهمة تتعلق بالموضوع.
* * *
أما الأسلوب الذي اتبع في نقل هذه الوثائق وترجمتها، فهو كما ذكرنا في الأجزاء السابقة ، يتوخى الدقة التامة، دون أي حذف أو تعديل في الوثيقة أو تصرف في ترجمتها. وذلك هو المبدأ الذي التزمنا به في هذه الموسوعة على الدوام.
وتحتوي المجموعة، شأن المجموعات السابقة أيضاً ، على فهرس تحليلي مفصل يتضمن خلاصات لكل وثيقة من الوثائق المدرجة في المجموعة، وذلك تسهيلاً لمراجعتها، كما تحتوي على نبذة عن أهم الشخصيات التي ورد ذكرها في الوثائق أو أسهمت في إعدادها.
وأكرر بهذه المناسبة شكري الفائق للأستاذ سليمان موسى الذي تفضل بقراءة الكتاب وأبدى عليه ملاحظات وتصحيحات قيمة، كما سمح بنقل الأصل العربي لخمس عشرة وثيقة سبق له أن نشرها نقلاً عن أوراق الأمير زيد، وبذلك أعفانا من إعادة ترجمتها إلى العربية نقلاً عن الترجمة الإنكليزية.
أما ما تبقى في الكتاب من أخطاء ونواقص فتقع تبعتها على كاتب هذه السطور وحده.
ويلي هذا الجزء الثالث، الجزء الرابع الذي سيختص بالوثائق البريطانية عن الجزيرة العربية لسنة 1919 ، والله ولي التوفيق.
نجدة فتحي صفوة
-----------------
بعض ما جاء في الجزء الثالث:
القسم الأول
الحجاز
1917 ـ 1918
(1)
(تقرير)
عن الشخصيات الرئيسية في الحجاز
(أعده الكوماندر دافيد جورج هوغارث)
لاستعمال المكتب العربي في القاهرة ( * )
سرّي
الملك
حسين بن علي آل عون:
تولى الإمارة في سنة 1908 واتخذ لقب "ملك" في 29 تشرين الأول / أكتوبر 1916، يبلغ الثالثة والستين من العمر تقريباً، متوسط الطول، ذو ملامح ذكية. بشرته ذات لون فاتح، وملامحه اعتيادية ولطيفة. له عينان واسعتان معبرتان بنيتان ذواتا نظرات مباشرة تحت حاجبين واضحي الخطوط بقوة وجبهة واسعة. وأنف قصير منحن بشكل دقيق فوق شفة عليا طويلة بعض الشيء. الفم ممتلئ، ولكنه، بالنسبة لشرقي، ليس كبيراً، أما الشفة السفلى فبارزة ومفتوحة. أسنانه حسنة التكوين. والصيانة. اللحية كثة وليست طويلة، رمادية توشك أن تكون بيضاء. اليدان طويلتان قويتان، مع أنامل مستديرة في أطرافها أشبه بأنامل الموسيقيين. مظهره الخارجي لطيف ومجامل إلى درجة تكاد تحسب ضعفاً. ولكن هذا المظهر يخفي سياسة عميقة ودهاء ومطامح واسعة، وبعد نظر غير عربي، وقوة سجايا، وإصرار. يتسم بوجاهة عظيمة في حركاته وتصرفه، ولكنه في الوقت نفسه ذو طريقة في المخاطبة كريمة ومقنعة، كانت جدته شركسية، وهو يتكلم التركية بطلاقة، وبنتيجة إقامته الطويلة في الآستانة يعرف الأتراك جيداً وكذلك شيئاً عن الأوروبيين. ولكنه أنشأ أبناءه منذ عهد دراستهم في الآستانة، على غرار عرب الصحراء، وهو يفرض عليهم احترامه وحتى خشيته. هؤلاء الأبناء هم:
علي:
قصير القامة نحيل، يبدو عليه الكبر من الآن، وإن كان عمره 37 عاماً فقط. منحني الظهر قليلاً، وبشرته شاحبة إلى حد كبير، وعيناه واسعتان عميقتان، وأنفه دقيق أقنى بعض الشيء . الوجه متعب قليلاً ومليء بالتجاعيد، والفم معتدل. اللحية قليلة الشعر سوداء. له يدان رقيقتان جداً. وحركاته بسيطة تماماً، ومن الواضح أنه شخص حي الضمير، حذر، لطيف المعشر. سيد كريم بدون قوة في شخصيته، عصبي ومتعب. إن ضعفه البدني يجعله عرضة لنوبات سريعة من الهزات العاطفية، وحالات متتالية من العناد المتردد . والظاهر أنه ليس طموحاً لنفسه، ولكنه سريع الانجراف مع رغبات الآخرين . يعيش في عالم الكتب. حسن الاطلاع على الشريعة والدين. يظهر عليه دمه العربي أكثر من أخوته. كان يمثل والده في المدينة، حيث وقعت على عاتقه قبل الثورة مهمة التفاوض في أمر مرور غالب باشا [والي الحجاز] من بين عشائر حرب لتسنم منصبه في مكة ثم تجنيد كتيبة من العرب من أقوام مختلفة للالتحاق بالقوات العثمانية في سيناء. ولما قامت الثورة تولى القيادة أولاً قرب المدينة، ولكنه تراجع بعد ذلك وتولى إدارة القوة المختلطة في منطقة رابغ. وهو (اسمياً) رئيس وزراء والده. يجيد التكلم بالتركية مثل أخوته جميعاً.
عبد الله:
عمره 35 عاماً، ولكنه يبدو أصغر من ذلك. قصير القامة، ممتلئ الجسم، يبدو قوياً كالحصان، ذو عينين لامعتين لونهما بني داكن، ووجه مستدير ناعم، وشفتين مليئتين ولكنهما قصيرتان، وأنف مستقيم ولحية بنية اللون. وحركاته منفتحة شديدة الجاذبية، لا يتمسك قط بالمراسم، بل يمزح مع رجال العشائر وكأنه أحد شيوخهم ـ في المناسبات الجدية يزن عباراته بدقة، ويبدو مناقشاً حاذقاً، وقد لا يكون ذلك نتاج عقله بقدر ما هو وحي والده. ومن الواضح أنه يعمل لأجل رفعته، وأفكاره العريضة التي تشمل بلا شك تقدمه هو بصفة خاصة. والعرب يعدونه أمهر سياسي، ورجل دولة بعيد النظر: ولكنه ربما كان من الأول في تكوينه أكثر مما فيه من الثاني. يسمي وزير الخارجية في وزارة والده، وهو يبرر ذلك بإظهار معرفته بالعالم الخارجي أكثر مما لدى أخوته. يبدو أنه يفهم الفرنسية، إن لم يكن الإنكليزية، ويستطيع أن يقرأها، ولكنه، مثل فيصل لا يعترف بذلك، لأن العلاقات الخارجية قد تسيء إلى مكانته. قاد الجيش في الطائف على الدرب الشرقي، وانتقل إلى وادي العيس من الحناكية في كانون الثاني / يناير 1917.
فيصل:
طويل القامة، رشيق الحركة، نشيط يكاد يكون ملكياً في مظهره، عمره واحد وثلاثون عاماً وطوله حوالي 5 أقدام و10 بوصات ونصف، وخصره 24 بوصة، عريض الكتفين. سريع الحركة لا يستقر، أقوى إخوانه شخصية، وهو يدرك ذلك ويفيد منه. كبير العناية بلباسه، ويكاد يكون مفرطاً في الاحتشام في حديثه. له بشرة صافية كشركسي خالص، مع شعر أسود، وعينين مشرقتين مائلتين قليلاً على وجهه، وقليل الصبر، غير معقول أحياناً، ويشذ عن الموضوع بسهولة. يمتلك من الجاذبية الشخصية والحيوية أكثر مما لدى إخوانه، ولكنه أقل حذراً. ومن الواضح أنه ذكي، ولعله ليس عديم المبادئ أكثر مما ينبغي. ضيق الذهن إلى حد كبير، ومتهور حسين يعمل بوحي من حوافزه، ولكن لديه عادة قوية كافية على إعادة التفكير، وعندئذ يكون دقيقاً في حكمه. شخصية محبوبة وطموح، ذو أحلام كثيرة، وقدرة على تحقيقها، مع فهم شخصي عميق، ورجال أعمال كفؤ جداً. وهو وزير الداخلية في وزارة والده، ولا شك في أنه أقدر قادته العسكريين. يميل إلى عدم الاهتمام بالتفاصيل، ولا يستطيع الجلوس بلا حراك: كتلة من الأعصاب. وهو يؤلف قوة بين رجال العشائر عامة، ومحبوب جداً في سورية والعراق. قاد جيش والده الشمالي (وهو أوسع جيوشه) منذ حصار المدينة وتحرك، من منطقة ينبع إلى الوجه في نهاية كانون الثاني / يناير 1917.
زيد:
عمره حوالي عشرين عاماً، وقد غطت عليه كثيراً سمعة إخوانه غير الأشقاء.
أمه تركية، وهو على سرها. شغوف بالتجول على ظهور الخيل وتدبير المقالب. لم يعهد إليه حتى الآن واجب مهم، لكنه فعال. وفي تصرفاته شيء من الجفاف، ولكنه ليس شخصاً سيئاً. لديه روح الفكاهة، ولعله أكثر توازناً قليلاً، وأقل انفعالية من إخوانه. خجول. تولى القيادة في ينبع بعد مغادرة فيصل إلى الوجه.
ناصر بن علي:
الأخ الأصغر للملك (حسين) عمره 54 عاماً. كان عضواً في مجلس الأعيان العثماني وأقام في الآستانة معظم الوقت. له ثلاثة أبناء (أو أربعة؟). يقال إنه يؤيد سياسة أخيه، ويشاركه في بعض المصالح المتعلقة بممتلكات العائلة في مصر. كان في الآستانة مع أسرته حينما نشبت ثورة أخيه.
عبد المحسن البركاتي:
ابن إحدى أخوات الملك [حسين]، وكان في السابق وكيلاً رسمياً له في مصر. يمتلك أراضي في صفت اللبان (الجيزة) وتاروت (منيا القمح)، والآن هو قائم مقام مكة لدى خاله.
علي حيدر:
من فرع ذوي زيد، وينحدر من سلالة الأمير عبد المطلب. أقام في الآستانة عدة سنوات كنقيب للأشراف، أو ممثل رسمي لعائلة الشريف، وكان وزيراً للأوقاف. عضو في جمعية الاتحاد والترقي، وعضو سابق في مجلس الأعيان العثماني. متزوج، وزوجته الثانية امرأة إيرلندية له منها ثلاثة أولاد. ابنه الأكبر تعلم في إنكلترة. من دعاة الجامعة الإسلامية، ولكنه يميل إلى تأييد المصالح البريطانية، وله علاقات مع مسلمي الهند. رشح ليكون خليفة بالاسم، مع مقاطعة صغيرة في دمشق أو غيرها، على غرار البابوية، ولكن ليس من المعروف فيما إذا كانت هذه رغبته. وكيله في جدة، أحمد الهزازي، اتهم بالتآمر على الأمير في سنة 1916، وتعرض بيته للنهب بناء على أوامر صدرت بذلك على أثر احتلال جدة في حزيران / يونيو. أما علي حيدر نفسه فقد رشحه الباب العالي أميراً بعد نشوب الثورة، وأمر بالالتحاق بالمدينة. وصل في أواسط تموز / يوليو، وكان لا يزال فيها في أوائل سنة 1917.
شخصيات اخرى
.
عبد الكريم البديوي (الشريف):
من ينبع، عمره 28 عاماً. بشرته سوداء، طويل القامة، فعال، ملابسه من أرخص الأنواع، ولكنه نظيف، ويظهر محترماً كثر من حقيقته. في ذقنه خصلة شعر سوداء صغيرة، مع شارب طري. متفتح في تصرفه، فيه شيء من روح الفكاهة، سهل العادات، وصريح في كلامه. كفؤ وذكي، ولكنه يتصرف اعتباطاً، وهو عديم الشعور بالمسؤولية. لا يستطيع أن يقرأ أو يكتب. فارس عظيم ويعرف جهينة كلها. يدرك صدارة أسرته بصورة جدية، ويعمل لأجلها أكثر من أخوته.
جلب 690 خيالاً و854 من مشاة فرع الفوقة معه للهجوم على الوجه.
عبد اللطيف المزيني:
من جدة. من عشائر حرب (بني سالم). شيخ نزلة اليمنية وله نفوذ بين العرب. قصير القامة، أشيب اللحية، لطيف المظهر. وهو الآن أمير البحر (أي مدير الميناء) وإن كان جاهلاً ولا يستطيع الكتابة. يتزعم الحزب المناوئ لمحسن. لا يتمتع بسمعة حسنة.
عبد الملك الخطيب:
جاوي (نسبة إلى جاوة) من مكة. متعلم جيداً، وكان مراسلاً لجريدة (المقطم) في مكة. يتمتع بنفوذ كبير لدى الملك. له أملاك في مكة.
عبد المحسن بن عاصم (الشيخ):
رئيس عشيرة العصوم[2] من عوف برئاسة فرم. عمره حوالي 55 عاماً، محارب مرموق وحامل اللواء التقليدي لبني حرب.
عبد المحسن صبحي (الشيخ):
وئيس فرع صبخح من بني سالم (عشيرة حرب) يعيش في المستورة. ذو سمعة حسنة، ولكنه ليس رجلاً قوياً ذا نفوذ.
عبد القادر العبد (الشيخ):
من شيوخ مكة. عينه أمير مكة وراقباً لشؤون "المتوفين" الجاويين. قضى بضع سنوات في جاوة ويتكلم لغتها. غني، وله تجارة واسعة، التحق بالشريف فيصل في دمشق سنة 1916، مع إشعار من الأمير بأن الثورة ستبدأ قريباً. عين مديراً عاماً للبريد في الحجاز في حزيران / يونيو 1916 ولكنه استقال فيما بعد وعين متصرفاً لينبع (بلا راتب) ليعمل مع جيش فيصل، وفي كانون الثاني / يناير 1917 استدعى إلى الوجه.
رجل في حوالي الخامسة والأربعين من عمره، أسمر البشرة، أشيب اللحية، وله عينان ناعمتان واسعتان جداً. ربما يجري في عروقه شيء من دماء الشرق الأقصى أو الشرق الأوسط. رجل أعمال جيد، نشيط، كفؤ، وسريع. مجامل جداً للبريطانيين وأفضل رجل يمكن التعامل معه في ساحل الحجاز. له عقلية تحب التعرف على الأمور، ذكي، متعلم، وغير متحيز، ولكنه شخصياً غيور، وصعب بالنسبة لمرؤوسيه وزملائه.
عبد الرحمن بن جنيد:
من جدة. يملك سفناً شراعية وينقل الأسلحة.
عبد الرحمن بشناق (الشيخ):
من مكة. رئيس البلدية.
عبد الرحمن (السيد):
من الرويس، على بعد ساعة شمالي مكة. تاجر أسلحة مهم. معاد للأتراك.
عبد الرؤوف جمجوم:
من جدة. أصله مصري. تاجر عام. عضو مجلس البلدية. غبي، عنيد، في حوالي الثلاثين من عمره.
عبد الله بن دخيل (الشيخ):
أحد شيوخ «الرس» يقود الآن حرس فيصل الخاص من العقيلات. رجل ذو وجه طويل نحيل مع أنف طويل أقنى، وذقن مدبب ووجنتين مرتفعتين وفكين غائرين. داكن البشرة، لحيته سوداء لامعة وكذلك شارباه. هادئ جداً، وقلما يثبت وجوده، ولا يصدر أوامر لجماعته إلاّ حينما تكون المعركة وشيكة، وعندئذ يصحو ويتولى قيادة الأمور بأنشط وأكفأ ما يكون. انضباطي صارم، استثار جماعته على العصيان في الوجه في 10 شباط / فبراير سنة 1917. وهو محارب ذو خبرة، شجاع جداً، ويعتمد عليه. لم يسافر كثيراً خارج مناطق القصيم والدواسر ومكة، ولكنه مذهب ولديه حب استطلاع تجاه ما هو أجنبي ـ سنه تتراوح بين 35 عاماً و40 عاماً.
عبد الله سراج (الشيخ):
وزير العدل لدى الملك، مفتي الحنفية السابق وشيخ الإسلام. صديق شخصي للملك. في نيسان / أبريل 1916 ـ في مناسبة زيارة الجمعة التي قوم بها الوجوه إلى دار الإمارة في مكة، أثار قضية الحصار البريطاني الوشيك وطالب باتخاذ إجراءات قائلاً إن شعب الحجاز سيقضى عليه إذا لم تتخذ التدابير مع بريطانية.
وهو رجل في حوالي السادسة والأربعين، طويل القامة جداً ونحيل، طويل الوجه والأنف، ذو لحية قصيرة. يتمتع بسمعة عالية ويعهد إليه الملك بسلطات واسعة.
عبد الله بن ثواب (الشريف):
من أشراف عتيبة. أمير المقاطعة. في حوالي الأربعين من عمره. يعمل مستشاراً للشريف زيد. جيد التعليم وذو نفوذ كبير. كان في ينبع في تشرين الأول / أكتوبر سنة 1916.
عبد الله الزواوي (السيد):
مفتي الشافعية في مكة وأحد ممثلي الأشراف في المجلس التشريعي. في حوالي الخامسة والستين. صديق الملك، وإن كان في السابق ضده. سمعته حسنة. غني وذو نفوذ بين العرب.
عبد الله أبو زنده:
من جدة. عبد سابق لذوي زيد من مكة. مضارب صغير. مؤيد للأمير ومعاد للأتراك.
أبو بكر خويقير (الشيخ):
عضو المجلس التشريعي، يمثل السكان المدنيين.
أبو جريدة:
من مكة. كان قائداً لقوات الأمير بعد أبنائه. كان يحمل رتبة (بيكباشي) العثمانية. متفان لأجل الملك. عبد سابق، لعشيرة شهران من بيشة، التي يأتي منها معظم حرس الأمير.
أحمد الهزاع (الشريف):
من أبناء عمومة ابن ثواب. يقيم على بعد حوالي 6 ساعات من مكة. رجل في حوالي الثامنة والعشرين، ذو وجه مربع ملامح صغيرة اعتيادية، وتعبير بطيء ولكنه لطيف. صامت جداً، ويطيع الأوامر بدقة. ليس ذكياً. بشرته داكنة اللون يقود مع ابن حارث كتيبة عتيبة المرهقة مع فيصل.
أحمد باهارون:
من جدة. عضو مجلس البلدية. في حوالي الستين. موسر الحال. تقي وغبي.
.
أحمد بن منصور الكريمي (الشريف):
من فخذ زبيد (قبيلة حرب). في حوالي الرابعة والخمسين من العمر. يعيش في بير ابن حصاني. ذو نفوذ ومتعلم جيداً. مع الشريف علي في رابغ. جاء مع الشريف زيد إلى القضيمة في أيلول / سبتمبر 1916 لقبول استسلام حسين بن مبيريك. لا يمكن الاعتماد عليه كلياً.
أحمد بن محمد أبو طقيقة:
عينه الأتراك رئيساً للحويطات الذين يقيمون في ساحل المدينة. مقره في ضبا. أزاح ابن عمه شاذلي العليان، الرئيس الشرعي. أعلن ولاءه للشريف في كانون الثاني / يناير 1917 وطرد الأتراك.
علي الحبشي (السيد):
من المدينة. تاجر حبوب وأخشاب غني. أبناء عمه، عبد الله وجعفر وهاشم يعملون في تجارته أيضاً.
علي لطف الله:
من جدة. من أصل سوري. عضو المجلس البلدي. متطفل. عنيد. تاجر حبوب كبير. في حدود الخامسة والستين.
علي المالكي:
من مكة. وزير المعارف في مجلس وزراء الملك.
علي بن عريد (الشريف):
رئيس (الحوارث) وهي عشيرة سلابة. من بلدة المضيق. مرافق الشريف علي. أرسل إلى نوري الشعلان في صيف سنة 1916. يوثق به.
علي الشركسي:
من مكة. عضو المجلس التشريعي للأمير، يمثل العنصر المدني.
أنور أشجي:
من المدينة. من عائلة تركية تقيم هناك منذ مدة طويلة. رئيس البلدية.
أسعد دحام بن أحمد (الشيخ):
من مكة. من مستشاري الملك المفضلين. رجل متوسط القامة، ذو وجه مستدير شاحب. مع عينين غامقتي اللون ولحية بيضاء. في حدود الستين.
عاصي بن عطية:
منافس لسليم بن حرب في رئاسة بني عطية. انضم إلى الشريف فيصل في شباط / فبراير 1917. مهم.
عطاس حضرمي:
من جدة. أحد العلماء والتجار الرئيسيين. يمتلك سفناً شراعية ويتاجر بالحبوب مع «ميدي»[3]. العمر حوالي الأربعين. معاد للأتراك.
عبده ابن زويد:
من ينبع. رئيس جهينة الرفاعية (261 من الهجانة و836 من المشاة) في حوالي الأربعين من عمره. رجل داكن البشرة قصير القامة مظهره يدل على الذكاء، له لحية تشبه لحية الماعز، وفم طويل وشفتان دقيقتان، وهو بصورة عامة مقطب، ولكن كثيراً ما تنفرج أساريره المتجعدة عن ابتسامة حكيمة تنم على الرضى. عيناه منحرفتان إلى الأعلى بعض الشيء، وفيهما بريق مؤكد. طماع، يتودد إلى الأجانب، ولديه عادة روح الفكاهة. ولكنه عرضة لنوبات من حدة المزاج، ويقال إنه في إحداها ألقى بجنديين ألمانيين من بعثة فون ستوتز ينغن إلى الكواسج في ميناء ينبع. وهذا في رأيه أعظم منجزاته. ولكن أهل ينبع واثقون أن الحادث لم يقع قط. وقد ساعد في فرار بعض أعضاء البعثة براً، ثم سلبهم في منتصف الطريق إلى أملج.
عواد سلامي (الشيخ):
رئيس قسم «الرحالة» من بني سالم (قبيلة حرب). يعيش بين المدينة وبير راحة. عمره حوالي الستين. معارض فعال للأتراك. حليف للحويفية والعصيدية وبني علي.
بالاراج:
من الليث. التاجر والمقاول الرئيسي للحكومة للتزويد بجميع التجهيزات العسكرية.
باناجه الحضرمي (عائلة):
من مكة وجدة، يعملون في التجارة مع الهند والسواحل، ويمتلكون السفن الشراعية ويسيرون حملات الأسلحة (مثلاً: إلى القنفذة في الحرب التركية ـ الإيطالية) رجالها المهمون هم:
عبد الرحمن، من جدة، رئيس العائلة. سجنه الأتراك مرة.
عبد الله، من جدة، أخوه، منحه الأتراك لقب باشا. رئيس اللجنة العليا للمدينة. رجل كبير السن أبيض الشعر.
أحمد بن عبد الرحمن، من مكة، ابن المذكور أولاً، يقال إنه أغنى السكان. أمين صندوق البلدية. في حوالي الثلاثين من عمره، طويل القامة، جاحظ العينين، طويل الوجه والأنف، لحية سوداء متناثرة، وشارب طويل معتدل، عهد إليه الملك بمنصب وزير المالية في أول وزارة له، انفصل عن أبيه والشركة، واستقل بعمله. كان يقوم بإدارة أعمال الأمير قبل الثورة.
بركات الأنصاري (السيد):
من المدينة. رجل غني ذو نفوذ كبير في البلدة، في حوالي الخامسة والستين.
بركات بن سمياح:
يعمل قائداً لقوات الهاجنة لدى فيصل، برئاسة الشيخ يوسف خشيرم.
باصبرين الحضرمي:
من جدة. ينتمي إلى عشيرة عمودي من حضرموت. عالم في جدة خلال عشرين سنة الماضية. من مصوع سابقاً. العمر حوالي الثمانين. تعلم في زبيد. سمعته حسنة ومحبوب.
بازازه (بيت):
يتاجرون في جدة والسويس والإسكندرية. أحمد بازازه كان مساعداً لمدير الميناء في جدة. يمتلك سفناً شراعية وقد سير حمولات الأسلحة خلال الحرب التركية ـ الإيطالية. من أصل مصري.
بدر بن شفيع:
الأخ الأصغر لمحمد بن شفيع. عربي جميل الطلعة متوسط الطول، نحيف البنية، ذو لحية سوداء كثة وشاربين. كثير الكلام مثل أخيه تقريباً، ولكن صوته أوطأ، ولا يظهر بمظهر المغفل، على الرغم من أنه ليس ذكياً. متراخ. لا يقوم بدور كبير في الأمور، يبدو في الخامسة والثلاثين من العمر. يعيش في ينبع.
فائز بن غصين:
من عرب السلوط في اللجاة، الآن في الحجاز يعمل سكرتيراً لسيدي فيصل. كان أول رسول لفيصل إلى نوري الشعلان في كانون الثاني / يناير 1917. جيد التعليم، وكان في السابق قائم مقام (عقيد) في الجيش التركي. يتكلم ثلاث لغات. أرسلناه إلى العريش في سنة 1917 ليفاوض العشائر.
فائز الذويبي:
من فرع بني عمر من عشيرة حرب (انظر ناهس الذويبي) كان رسولاً من الشريف علي إلى أبيه قبل ثورة حزيران / يونيو سنة 1916.
أحمد فوزي البكري:
من دمشق (من نسل الخليفة أبي بكر). ابن عطا باشا البكري المتوفى سنة 1915 ذهب الآن إلى الحجاز والتحق بالأمير في حزيران / يونيو 1916، وفي كانون الأول / ديسمبر كان وزيراً للخارجية بالنيابة. عمره حوالي 34 عاماً، كان عضواً في الجمعية الإصلاحية. غني، سراح، ذو نفوذ، صديق شخصي للملك ولفيصل. له عداوة عائلية مع عبد الرحمن
.
غالب البديوي (الشريف):
أخ غير شقيق لمحمد علي البديوي، وبنفس العمر ولكنه يبدو أكبر. له لحية طويلة بيضاء شعثاء. له عينان تميل قرنيتهما إلى البياض، بالي المظهر، كثيراً ما استبقي في ينبع ليتولى الإمارة بينما يكون إخوانه مشغولين.
حافظ محمد أفندي أمين المكي (الشريف):
من مكة. وزير الأوقاف ومدير الحرم. يشرف على التبرعات والرسوم للأغراض الدينية. رجل متوسط الطول أشقر، له سمعة جيدة كرجل منصف، له خلق رضي.
حامد بن رفادة:
ابن عم سليمان. التحق بفيصل في سنة 1916، وهو مرشحه لمشيخة بلي.
حمزة الفعر (الشريف):
من أشراف عتيبة (فرع برقة)[4] يعيش في مكة وعضو في المجلس التشريعي.
حسن بن ناصر بن ذياب (باشا):
الرئيس الرسمي لفرع الأحامدة من بني سالم (قبيلة حرب) ورث لقبه، هو مثل والده "باب عرب" أو وسيط بين الحكومة والعشائر. يتسلم 60 جنيهاً شهرياً من الأتراك. عمره حوالي 45 عاماً. علاقاته ودية مع شيوخ حرب الرئيسيين ومحبوب من العشائر. عادل ولبق. مندوب من المدينة إلى مؤتمر حزب الاتحاد والترقي في إستانبول في أيلول / سبتمبر 1916 ابنه حسين في خدمة الحكومة.
.
حسين بن فوزان:
رئيس عشيرة الصحف من بني عوف (حرب). يعيش في عسفان على الطريق بين مكة ورابغ، وهو مع جماعته مسؤول عن معظم عمليات السلب في منطقة مكة ـ جدة وإن كان هو نفسه يحاول أن يكبح جماح رجاله. في حوالي الخمسين من عمره، وهو شيعي.
حسين بن مبيريك:
رئيس فرع زبيد من عشيرة مسروح (قبيلة حرب) وواحد من أقوى شيوخ حرب. يقيم في رابغ. رجل ذو سلطة عظيمة يحلو له أن يخاطب بألقاب رنانة. يمتلك سفناً شراعية وتبادل مراسلات مع خفر البحر الأحمر حول المصادرات والاتصالات الأخرى، ولكن لم يزره حتى الآن أي ضابط سياسي. يجب أن يعامل معاملة ممتازة وبحذر. في سنة 1916 جمع حوالي 4.000 رجل واستولى على كمية كبيرة من المال كانت في طريقها من المدينة إلى مكة لاستعمال الدولة العثمانية الرسمي. انضم إلى ثورة الأمير في حزيران / يونيو 1916، ولكن بدون حماسة كبيرة، وعارض في نزول الكتيبة المصرية لأول مرة في رابغ. تراسل مع الأتراك وقبل منهم الرشوة. حجز تجهيزات الأمير وحولها. في آب / أغسطس انسحب إلى الداخل واحتل الأمير زيد رابغ بالقوة. وبعد ذلك شق طريقه إلى المدينة والتحق بالأتراك بصورة قاطعة، ولكن روي في تشرين الثاني / نوفمبر أنه يحاول مفاوضة الأمير. لا يمكن الوثوق بأنه يخدم مصلحة غير مصلحته الخاصة.
إبراهيم نائب الحرم (السيد):
من مكة. عضو المجلس التشريعي. يمثل العنصر المدني.
إسماعيل بن مبيريك:
أخو حسين. يعيش في بئر الماشي.
جابر العياشي (الشريف):
أكبر شيوخ جهينة. يعيش في ينبع النخل. في حوالي الرابعة والأربعين من العمر، مؤيد للشريف وقد أرسله فيصل إلى سليمان بن رفادة في أيلول / سبتمبر 1916، ويتبعه كثير من أعضاء عشيرة جهينة المستقرين.
محمود عاشور:
من جدة. مصري (أصله من الأقصر). تاجر حبوب وصاحب سفن شراعية. عاقل ولكنه ليس لامع الذكاء في حوالي الخامسة والستين.
منصور بن عابس:
رئيس الظواهر، أكبر أفخاذ بني سالم (قبيلة حرب) يعيش في الحمرا. في حوالي الستين من عمره، كريم، منصف ومحبوب لدى العشائر. أخوه ناصر مهم أيضاً.
محمد عابد (الشيخ):
من مكة. مفتي المالكية. ممثل الأشراف في المجلس التشريعي. في حوالي الخامسة والستين، ذو سمعة جيدة، ولكنه ليس ذكياً. صديق الملك.
محمد علي البديوي (الشريف):
يقول إن عمره واحد وأربعون عاماً. على وجهه آثار الجدري. مصاب بالزهري والتهاب الأجفان: يكاد يكون أعمى. داكن لون البشرة جداً، مع لحية خشنة مبعثرة بيضاء وشاربين قصيرين خشنين. رديء الملبس، ويسير حافي القدمين عادة. تصرفاته خشنة للغاية وغير مهذبة. ومظهره كله فظ. متوسط الطول والبنية. شكوك بطبعه، لا يتمتع بشيء من روح الفكاهة. ولكنه وغد مرح، والتعامل معه لا بأس به. إمارته على جهينة موروثة ولا ينازع عليها. وهو من الشرفاء الحسنيين، فرع بني جاف (الشرفاء الآخرون في جهينة هم العياشة، والهاجري، والمحمدي) وهو لا يكاد يكون مقبولا ًفي الحلقة الداخلية للمجتمع الشريفي في مكة وإن كانوا يعترفون بصحة نسبه. كان مؤيداً للأتراك ثم أصبح معادياً لفيصل نتيجة للنفوذ الذي كان يتمتع به بين جهينة. في سنة 1910 ذهب إلى العقبة نيابة عن شريف مكة للتوسط في نزاع عائلي بين الحويطات، وله نفوذ عظيم هناك، شأنه في كل مكان من شمال الحجاز. التحق بفيصل في أملج في 18 كانون الثاني / يناير وكان مفيداً جداً في الزحف على الوجه، وعين بعد ذلك أميراً على ضبا. بسبيل أن يفقد بصره.
محمد علي لاري:
من جدة. تاجر سجاد غني. قنصل إيران، بهائي ومؤيد لإنكلترة. جيد التعليم وذكي.
محمد أفندي نصيف:
كان وكيلاً فخرياً للأمير في جدة. محب للإنكليز وجدير بالثقة. أملاكه كثيرة في جدة. وله منزل جيد وهو حسن التعليم. عضو المجلس، ولكنه لا يشارك في الوقت الحاضر، يرغب في التجنس بالجنسية البريطانية . معارض للأشراف. وهو ابن عمر نصيف الذي ينحدر من أصل مصري. في حوالي الثانية والثلاثين. يمارس التجارة على نطاق واسع. رجل مهيب الطلعة خير المظهر ذو نظارتين.
محمد بن علوي السقاف:
من مكة. يلقب "شيخ السادة". أرسله الملك بمهمة خاصة إلى عشائر عدن في تشرين الثاني / نوفمبر 1916 ـ رجل متعلم ذو نفوذ. ينتمي إلى طبقة السادة في حضرموت. تاجر له علاقات في سنغافورة.
محمد علي أبو شرين (الشريف):
يقود كتيبة أشراف جهينة المؤلفة من 270 فارساً و296 من المشاة. شريف هاجري، في حوالة الخامسة والخمسين من عمره مع وجه متعب مجعد مليء بالحفر والحبوب . لحية بيضاء طويلة وشفتان مسترخيتان، يتكلم كثيراً، ولكنه مجامل، ويسره دائماً أن يخاطب. أسرته معروفة، ربما بسبب شيء فعله أقرباؤه إذ إن سلطته الشخصية ضئيلة.
محمد بن عارف عريفان (الشيخ):
من القضيمة في وادي أثول، شيخ من فخذ "زبيد" من بطن "مسروح" من قبيلة "حرب". يعيش على مسافة ساعة واحدة في الداخل من رأس عرب (مخلوخ). كان موضع ثقة أمير مكة، ولكن يجب أن لا يوثق به كثيراً حينما يتعلق الأمر بمصالح رئيسه الأعلى حسين بن مبيريك. استخدمناه في معظم اتصالاتنا الأولى مع الأمير، ودبر نقل الأسلحة والتجهيزات وإنزالها. رتب اللقاء بين الشريف زيد والمندوبين البريطانيين في 6 حزيران / يونيو 1916، وكذلك انسحاب حامية الإدريسي من القنفذة في آب / أغسطس. له سبعة أبناء. يدعي أن له نفوذاً بين زبيد ودوراً في مقتل ستة من الألمان في مكان يبعد ثلاث ساعات عن قريته في أيار / مايو سنة 1916 . زعيم حزب في جدة.
محمد بن حمد (الشيخ):
من شيوخ عوف (قبيلة حرب) يعيش في رابغ وهو صديق لحسين بن مبيريك. أسرته حكمت عوف منذ أيام الرسول. عمره حوالي 45، غني، ولكنه بخيل وغير محبوب. يؤجر الجمال للحج, يوافق على غارات رجال عشيرته عليها، ثم يحصل على حصته من الغنائم.
محمد بن جبارة السراسيري:
قاد قوات بني إبراهيم (1916 فارساً و800 من المشاة) في التقدم على الوجه، في حوالي الثلاثين من عمره، بلون القهوة، قصير القامة، صغير الجرم، ذو رأس ووجه صغيرين وأنف أقنى قليلاً، وعينين بنيتين كبيرتين، وشفتين دقيقتين مضمومتين، وذقن دقيق. كلامه يدل على العزم، ولكن وجهه فيه ندوب الجدري ويكاد يوحي بالشر. لحيته صغيرة جداً، وكذلك شارباه، وليست له أهداب. يبتسم فجأة، وعندئذٍ تسترخي تعابير وجهه. شخص حذر، وقلما يتكلم. شيخ جهينة المستقرة في وادي ينبع. تربطه صلة مصاهرة بسليمان بن رفادة. كان يقبض من الأتراك، ولكنه الآن مؤيد الملك الحجاز بقوة.
محمد بن صالح الغنيم:
الشيخ السابق لبني غنيم من بطن "موسى" من قبيلة جهينة. و"أمير العرب" في أملج. ثار على الأتراك في نهاية سنة 1915 مع ابنه سعد، خليفته في المشيخة، وقطع الطريق على قوافل التموين بين الوجه وأملج (حيث يقيم). أرسل ابنه إلى المدينة، حيث قابل الأخير الشريف علي ولدي عودته حاصر موقعين تركيين. في أيلول / سبتمبر سنة 1916 حينما أعاد الأتراك احتلال أملج، قيل إنه تراجع إلى الداخل وإنه يجمع عشائره لمقاومتهم. كبير السن لا ترجى منه فائدة كبيرة (انظر سعد الغنيم).
محمد بن شفيع:
من أسرة من العاملة، ومن عشيرة حرب، ولكن من الفرع الذي يعيش في وادي ينبع، وهو في المجتمع "جهيني" أكثر منه "حربي"، وكذلك في لهجته. قوته (95 هجانة، 400 مشاة) مؤلفة من أطراف جهينة. عمره حوالي خمسين سنة، قصير القامة جداً وبدين وغامق البشرة وله وجه مستدير غائر، وشفتان غليظتان وأنف قصير أشم، وجبين منتفخ، ولحية بيضاء كثة، وشاربان مثلها. قذر المظهر، سيء اللباس، في غاية النشاط ، ينتقل هنا وهناك طيلة النهار ولسانه يثرثر بصوت عال، يكاد يكون صبيانياً، له ضحكة ذات صوت أجش، وحركات غليظة. لا يستطيع أن يحكم على الأشياء، ويحمل بكل جد أغرب الشائعات كمعلومات ثمينة، بحيث كان من العبارات التي ذهبت مثلاً في المعسكر قولهم "أنباء ابن شفياع". وهو أضحوكة الجميع، ولكن ذلك يسره، لأنه ييسر له سبيل التعرف على الأشخاص من أسر الشيوخ.
ابنه "صالح" يافع في حوالي السابعة عشرة، سريع، لطيف المعشر، وذكي، أبلى بلاء حسناً في الهجوم على الوجه من البحر. هادئ.
.
محسن الفرم (الشيخ):
من شيوخ بطن "الفردة" من قبيلة حرب. يقال إن له سلطة قوية على قسم كبير من بني مسروح. يمتلك أراضي في العوالي، قرب المدينة ومراعي حول أبو مغير، على مسيرة خمسة أيام باتجاه الشمال الشرقي، على طريق مكة ـ حائل كان مع "شمر أسلم"، يقاتل ابن الرشيد، وأسس له قاعدة موقتة في "تشاباده".
محسن بن منصور الكريمي:
من شيوخ بني "مسروح" وهم أحد بطون "حرب". يتبع أمير مكة، ويوصف في السواحل بأنه "أمير حرب" (وهو لقب وراثي يشترك فيه مع أخيه أحمد) تولى في حزيران / يونيو 1916 قيادة القوات العربية التي هاجمت الأتراك في جدة. رجل طويل القامة، نشيط ذو عزيمة ماضية. يناهز عمره الأربعين، خالط الشيب شعره ولحيته. له عينان حادتان. قائد جدة العسكري، ولكنه غير مؤهل بطبيعته للتدريب على الإدارة المدنية ( لا يستطيع أن يقرأ أو يكتب جيداً). شجاع ولكنه وحشي في أساليبه. يخشاه أهل المدن ويكيدون له، باستثناء خيرة الأشراف هناك. مؤيد لبريطانية.
رجا بن خلوي:
تميمي (من ولد محمد) من قبيلة حرب. يقيم في جدة منذ مدة طويلة. وهو وكيل سري لحسابات فيصل. رجل من أسرة طيبة وموثوق. ذهب إلى الشريف عبد الله في كانون الثاني / يناير 1917 مقترحاً وجوب انتقاله إلى "وادي العيص". في حوالي الثانية والأربعين من عمره. ضخم مع شعر غامق اللون وبشرة فاتحة. لحية كثة، جبين وأنف مرتفعان. جيد الملامح. مقبول ظاهرياً وجشع سلاب.
سعد بن عروبجي (الشيخ):
شيخ فرع بني عمر من حرب. يعيش في محدث بين رابغ والمدينة. من سلابي الحج سيئي السمعة.
سعد الغنيم:
شيخ بني موسى من قبيلة جهينة. رجل قصير القامة أسمر اللون متين البنية، مع وجه مستدير يكسوه الشعر. تعبير وجهه قاس، وله سمعة بأنه وحشي. غير متعلم تماماً، محارب ممتاز، وإن كان غير حذر، يمكن إثارته بسهولة، ولذلك لا يصلح لقيادة جيش، ولكنه نصير ممتاز. أتباعه الشخصيون هم مراوين جهينة، وقد أعطى 600 منهم إلى أبيه ، محمد بن صالح الغنيم، واستبقى لنفسه 700 شخص من أجل حملة الوجه.
سعد الحويفي:
شيخ قسم الهدافة من بني سالم (حرب). يعيش قرب المدينة ويعارض الأتراك في كل شيء . في حوالي الخامسة والأربعين، محبوب لدى العشائر لا ينهب.
صالياح (الشيوخ):
من مكة. مسؤول عن مخازن الأسلحة. رجل طويل القامة في حوالي الستين من عمره، ذو عينين زائغتين وأسنان مكسورة. بشرة داكنة ولحية قصيرة بيضاء.
سليم بن حرب:
شيخ بني عطية، يعيش في تبوك.
شاذلي العليّان:
الرئيس الشرعي المخلوع للحويطات على ساحل المدينة. (انظر أحمد بن محمد أبو طقيقة) أعلن ولاءه لملك الحجاز.
شاكر بن زيد بن فواز العبادلة (الشريف):
من مكة. أمير عتيبة في مكة. من أقرباء الأمير وصديقه الشخصي. أرسل في مهام سرية. مثلاً: صحب الشريف زيد لمقابلة المندوبين البريطانيين في 6 حزيران / يونيو 1916 ، في حوالي الخامسة والثلاثين من عمره، على وجهه آثار الجدري الكثيفة. متوسط الطول، شعره ذو جدائل على الطريقة البدوية. الشخص الثاني في القيادة بعد الأمير [عبد الله].
الشيبي (عائلة):
من مكة. قريشيون . سدنة الكعبة (يفتحون بابها في اليوم الثالث للحج) الأعضاء الرئيسيون هم:
محمد صالح الشيبي (الشريف): سادن الكعبة. نائب رئيس المجلس التشريعي، وممثل الحرم المكي. رجل قصير القامة أسمر اللون في حوالي السبعين من عمره. قيل إنه ضد الملك.
( * ) المصدر: Hogarth, D.G. “Hejaz before World War I “ , (Falcon- Orleander), Cambridge, 1978, pp. 54-74.
الجزيرة العربية
في الوثائق البريطانية
(نجد والحجاز)
المجلد الثالث
1917 ـ 1918
اختيار وترجمة وتحرير
نجدة فتحي صفوة
Materials selected from the Public Record Office Decuments,
Which are British Crown Copyright, are translated by
Permission of Her Majesty`s Stationary Office
ترجمت الوثائق المستخرجة من مركز حفظ الوثائق البريطانية ،
التي هي من حقوق التاج البريطاني،
بموافقة "مكتب جلالة ملكة بريطانية للقرطاسية"
(C) نجدة فتحي صفوة، 1998
جميع الحقوق محفوظة
الطبعة الأولى 1998
ISBN 1 85516 573 2
المحتويات
ـ مقدمة .................................................. ............... 7
ـ فهرس تحليلي للوثائق البريطانية عن الجزيرة العربية
(الحجاز ونجد) 1917 ـ 1918 ....................................... 21
ـ نبذة عن الشخصيات الرئيسية التي ورد ذكرها في الوثائق
أو أسهمت في إعدادها ................................................. 67
ـ القسم الأول: الوثائق البريطانية عن الحجاز لسنة 1917 ـ 1918 .. 83
وثائق سنة 1918 عن الحجاز .......................................... 330
ـ القسم الثاني: الوثائق البريطانية عن نجد والإمام عبد العزيز آل سعود
(1917 ـ 1918) .................................................. .. 631
ـ
مقدمة
يختص الجزء الثالث من "موسوعة الجزيرة العربية في الوثائق البريطانية " بوثائق سنتي 1917 و1918، وكان الجزء الأول يحتوي على وثائق سنتي 1914 ـ 1915 والجزء الثاني خاصاً بوثائق سنة 1916. وكان تخصيص جزء كامل لوثائق سنة واحدة يعود إلى ضخامة عدد الوثائق الخاصة بتلك السنة بسبب قيام الثورة العربية فيها وكثرة المراسلات والتقارير التي تبودلت بسببها.
وقد شهدت السنتان 1917 و1918 أحداثاً على جانب عظيم من الأهمية أيضاً، على الصعيدين العالمي والعربي على حد سواء.
العالم في سنة 1917
وفي بداية سنة 1917، كانت الحرب العالمية الأولى لا تزال في أوج استعارها، وفي هذه السنة لم تعد أوروبا وحدها ساحة الحرب، بل أصبح العالم بأجمعه مسرحاً لعملياتها.
وفي روسيا اضطر القيصر، إزاء الاضطرابات المدنية والعسكرية التي سادت بلاده، أن يرضخ للضغوط التي تركزت عليه، ويتنازل عن العرش. وأسست حكومة موقتة برئاسة جيورجي لفوف في 15 آذار / مارس سنة 1917 ، وبعد حوالي أربعة أشهر، وعلى أثر مظاهرات يسارية واسعة النطاق (في 20 تموز / يوليو) من السنة نفسها، استقال لفوف، وخلفه في رئاسة الحكومة ألكساندر كيرينسكي الذي تعهّد بمواصلة الحرب. ثم عاد لينين من المنفى والتحق بستالين وتروتسكي، وفي تموز / يوليو نجحت حكومة كيرينسكي في القضاء على انتفاضة بلشفية، وهرب لينين مرة أخرى. واستمرت الحرب في الشرق، وكان ذلك بطبيعة الحال مدعاة ارتياح كبير للحفاء. وجاءت القشة الأخيرة في شهر أيلول / سبتمبر حين أصيب الجيش الروسي المرهق والمنهارة معنوياته بهزيمة منكرة في "ريغا" وبذلك فتح أمام الألمان الطريق إلى العاصمة الروسية "بتروغراد". وفي أوائل تشرين الثاني / نوفمبر قامت انتفاضة بلشفية ثانية كانت أكثر نجاحاً، فسقطت "بتروغراد" بعد الهجوم على "القصر الشتوي" وأطيح بكيرينسكي وحكومته، وأعلنت الجمهورية في روسيا، وتم الاتفاق على هذه منفردة مع ألمانيا والنمسا، ثم جاءت مفاوضات السلام.
كان لهذا الحدث آثاره وردود فعله المهمة في الغرب، وكذلك في البلاد العربية. وكانت ردود الفعل في الغرب مختلفة، فقد اتخذت الحكومة البريطانية من الحكومة البلشفية موقفاً متصلباً، ورفضت أن تكون لها أية صلة بها. واصبح بإمكان ألمانية نقل قواتها الموجودة في الميدان الشرقي إلى الغرب، بعد أن تحللت من واجباتها هناك. مما حقق لها الهيمنة على الوضع ولو إلى حين، إذ عاد ميزان القوى فأصبح في صالح الحلفاء مرة أخرى بدخول الولايات المتحدة الحرب في نيسان / أبريل، وهو حدث فجّره إلى حد كبير استمرار الغواصات الألمانية في إغراق البواخر الأميركية، وكذلك مهاجمة الألمان للسفن الأميركية التي كانت مستشفيات عائمة، واحتجازهم في سلسلة الاستفزازات الألمانية في شباط / فبراير مع برقية أرسلها وزير خارجية ألمانية "زيمرمان" إلى الرئيس المكسيكي "كارانزا" يحثه فيها على أن تعلن المكسيك الحرب على الولايات المتحدة وتعيد احتلال الأراضي التي أخذت منها في تكساس ونيومكسيكو وأريزونا. وكان زيمرمان يتوقع أن تقوم الولايات المتحدة بعمليات انتقامية ضد إغراق سفنها، ففكر أن إعلان المكسيك الحرب عليها سيشغلها عن ذلك. ولكن استخبارات البحرية البريطانية التقطت هذه البرقية، وتمكنت من فك رموزها. ونشرها الرئيس الأميركي وودرو ويلسن في 1 آذار / مارس سنة 1917، قبل إعلان الولايات المتحدة الحرب بخمسة أسابيع. وصادرت الحكومة الأميركية 91 سفينة ألمانية كانت راسية في ميناء نيويورك، وبدأت بتسليح أسطولها التجاري، وفي شهر أيار / مايو وافق الكونغرس على قانون خاص بالخدمة العسكرية وأمكن بموجبه تجنيد 10 ملايين جندي أميركي.
إزاء هذه الخلفية من الوضع الدولي تعرض الوثائق البريطانية التي يتضمنها هذا الجزء من الموسوعة تسلسل الأحداث في الحجاز ونجد خلال سنتي 1917 و1918، من زاوية بريطانية بطبيعة الحال.
لما حلت سنة 1917 كانت الثورة العربية قد مرت عليها سبعة أشهرن، وكانت معالمها قد اتضحت، وأهدافها قد تحددت، ولكنها مع ذلك لم تكن قد انتهت. وشهدت بداية سنة 1917 انتقال زمام المبادرة في القتال من أيدي الأتراك إلى أيدي العرب. فقد عبر الأمير عبد الله خط سكة الحديد إلى شمال المدينة، وتمركز في وادي العيص، وقام الأمير علي من رابغ نحو مواقع الأتراك في معابر الجبال فاستطاع أن يخرجهم منها وأجبرهم على التراجع إلى خط دفاعي قريب من المدينة. أما الأمير فيصل فقد أتاحت له عمليات شقيقيه أن يخرج بقواته إلى ما وراء جبهة المدينة فيستولي على الوجه، وبذلك أصبح ساحل الحجاز بأكمله في يد العرب. وزال الخطر الذي كان يهدد رابغ، ثم جاءت معركة بئر درويش، وهي من أهم المعارك في تاريخ الثورة، إذ استطاعت القوات العربية أن تستولي لأول مرة على موقع تركي حصين. وكان احتلال العقبة في تموز / يوليو 1917 نقطة تحول أخرى في الموقف، إذ تحولت الثورة العربية إلى حرب متحركة هدفها أن تستولي على دمشق التي تبعد 600 ميل شمالاً، وأصبحت الثورة بذلك جزءاً من الحرب العالمية الأولى، إذ كونت الجناح الأيمن للقوات البريطانية الزاحفة على فلسطين، وتوجهت بعثة إلى سورية، بقيادة الشريف ناصر ونسيب البكري، تدعو للثورة وتضع أسس العمل المشترك، ورافق هذه البعثة الكابتن لورنس.
وعهد الجنرال اللنبي إلى القوات العربية بمهمة قطع المواصلات بين دمشق والجنوب باحتلال درعا، المنطقة الحيوية للمواصلات، وذلك بقصد حماية الجناح الأيمن للقوات البريطانية ومشاغلة القوات التركية في شرق الأردن ومنعها من إرسال الإمدادات إلى فلسطين. وبعد احتلال درعا بدأ تراجع الجيش التركي تتعقبه القوات النظامية العربية ورجال القبائل، وانهارت الجبهة التركية في نهاية أيلول / سبتمبر ولم يتمكن الأتراك من تأليف جبهة حربية في حوران، كما لم يتكنوا فيما بعد من تأليف جبهة جديدة في دمشق، وأخذت القوات البريطانية القادمة من جبال الجليل، والقوات العربية إلى الشرق منها، تزحفان في خطين متوازيين في عملية سباق غايتها النهائية دمشق.
وتبدأ وثائق هذه المجموعة لسنة 1917 بتقرير أعده هوغارث عن الشخصيات الحجازية المهمة، وقد أعد هذا التقرير لاستعمال المكتب العربي، وقد أدرجناه نظراً للمعلومات الدقيقة والأوصاف التفصيلية التي يتضمنها لبعض الشخصيات الرئيسية في الحجاز، على الرغم من وجود عدد من الأخطاء فيه أيضاً.
أما الأحداث التي تتناولها وثائق هذا الجزء فتبدأ بقضية إنزال قوات أجنبية في الحجاز لمساعدة الجيوش العربية، وطلب الملك حسين إرسال هذه القوات في بداية الثورة ثم عدوله عن ذلك بسبب تخوفه من الاستياء الذي قد يحدثه ذلك في العالم الإسلامي. وتليها قضية تشكيل وحدة عسكرية عربية (السرية العربية) من أسرى الحرب العرب الموجودين في معسكرات الأسرى في الهند. ومجموعة من الوثائق عن المحاولات الفرنسية للتدخل في شؤون الحجاز، وموقف بريطانية من هذه المحاولات، وهنالك عدة تقارير مهمة عن الحجاز كتبها الكابتن جورج لويد (اللورد لويد فيما بعد) وتقارير عن الشعور السائد والرأي العام في مصر تجاه الثورة العربية.
البلاد العربية في سنة 1918
ففي المنطقة العربية استمرت عمليات الثورة في ميادينها الشمالية والشرقية والجنوبية، وكانت جيوش ألمانية وحليفتها تركية قد أخذت تتراجع في شتى ميادين القتال خطوة بعد خطوة، وفي شهر أيلول / سبتمبر قام الجيش البريطاني بقيادة الجنرال اللنبي بهجوم واسع النطاق على الجيوش العثمانية المواجهة له. وقد سبق له في خريف سنة 1917 أن استولى على معظم أراضي فلسطين. وفي الوقت نفسه قام (الجيش الشمالي) بقيادة الأمير فيصل بهجوم مماثل في جبهته، وسبق الجيش البريطاني في عملياته ببضعة أيام، وتراجعت الجيوش العثمانية عن فلسطين وشرق الأردن على غير انتظام، ودخل العرب درعا ثم دخلوا دمشق يوم 1 تشرين الأول / أكتوبر ورفعوا العلم العربي فيها. وواصلت وحدات الجيش الشمالي تقدمها في سورية حتى دخلت حلب.
وجاءت نهاية الحرب العظمى بصورة سريعة ومفاجئة، ففي البلقان كانت بلغارية قد استسلمت في نهاية أيلول / سبتمبر 1918، وبعدها شهر واحد جاء استسلام القوات التركية التي كانت على شفا الانهيار، وفي 30 تشرين الأول / أكتوبر تقدمت ألمانية بطلب هدنة، وبدأت محادثات السلام، وفي اليوم نفسه استسلمت الدولة العثمانية، وبعد ثلاثة أيام وقعت النمسة على اتفاقية الهدنة، وفي 9 تشرين الثاني / نوفمبر تنازل القيصر الألماني عن العرش، وأعلنت الجمهورية في ألمانية، وبعد يومين تسلم الماريشال فوش وثائق استسلام ألمانية، وفي الساعة الحادية عشرة من صباح 11 تشرين الثاني / نوفمبر انقطعت أصوات المدافع في جميع أنحاء أوروبا، وانتهت الحرب العالمية الأولى بعد أن كبدت البشرية عشرة ملايين قتيل، وانتهت معها الثورة العربية.
.
المذكرات والتقارير
ويحتوي هذا الجزء، شأن الأجزاء السابقة، على الكتب والبرقيات المتبادلة بين الجهات البريطانية المعنية في جدة والقاهرة والبصرة وبغداد ولندن والهند وعدن حول شؤون المنطقة، وتطورات العمليات العسكرية للثورة، وكذلك على مراسلات الملك حسين وأولاده مع المسؤولين البريطانيين، وأحياناً مع بعضهم، وكذلك على مراسلات الأمير عبد العزيز بن سعود مع الممثلين البريطانيين في المنطقة ومع الملك حسين وحكام المنطقة الآخرين.
وإضافة إلى المراسلات بين الجهات المختلفة، فإن من أهم محتويات الوثائق البريطانية التقارير المفصلة والدراسات التي كانت تعد في الدوائر المختلفة عن الشؤون العربية مثل وزارة الخارجية والبحرية والهند والمكتب العربي في القاهرة ودوائر الاستخبارات العسكرية والمدنية. وتأتي بعض هذه التقارير مفصلة جداً، وتستغرق عشرات الصفحات التي تحفل بكثير من المعلومات المفيدة عن السياسة البريطانية وعملية صنع القرارات. منها على سبيل المثال وليس الحصر، مذكرة للكابتن براي بعنوان "القضية الإسلامية" تبحث في تأثيرها في الحوادث في الهند وفي بلاد العرب ومستقبل الإسلام حين لا تعود تركية دولة يعلق العالم الإسلامي آماله عليها. ومنها تقرير مهم للجنرال وينغيت إلى وزير الحرب عن سير الحركات العسكرية خلال عام، منذ تسلمه إدارتها. ومذكرتان للكابتن جورج لويد (اللورد لويد فيما بعد) عن وضع الحجاز كما هو موضح في الاتفاقات الحديثة، ومذكرة لهوغارث عن الاتفاقية البريطانية ـ الفرنسية ـ الروسية وخلفيتها، ومذكرات للورنس عن مقابلاته مع الشريف حسين وموقفه العقائدي ورأيه في العقائد الإسلامية "للمذهب الوهابي" [3] ، ومذكرة أعدت في (المكتب العربي)
بالقاهرة بعنوان "مصر والحركة العربية" ومذكرة عن مباحثات أجراها الكرنل ويلسن والميجر كورنواليس مع الأمير عبد الله ، ومذكرة "الزعماء السوريين السبعة" إلى الحكومة البريطانية عن مستقبل البلاد العربية بعد الحرب، ورد الحكومة البريطانية عليها الذي سلم إلى اثنين منهم بواسطة الكوماندر هوغارث ، وتقارير مفصلة للمعتمد البريطاني في جدة إلى وينغيت عن ثلاث محادثات مطولة أجراها مع الملك حسين، ومذكرة للجنرال كلايتن عن الحالة الذهنية للملك حسين بسبب عدم اطمئنانه لسياسة الحكومة البريطانية إزاءه . ثم خلاصة مهمة وتفصيلية عن "ثورة الحجاز" أعدت في رئاسة الأركان العامة. ومذكرة تفصيلية عن (التزامات بريطانية للملك حسين) وأخرى عن (التزامات بريطانية للأمير عبد العزيز بن سعود).
الوثائق عن نجد
ويختص (القسم الثاني) من المجموعة بالوثائق البريطانية المتعلقة بأمير نجد عبد العزيز بن سعود والمراسلات معه ومع الجهات المعنية حول علاقاته بابن رشيد وبالملك حسين. وهو يحتوي أيضاً على تقرير مفصل من الكرنل هاملتن، المعتمد السياسي في الكويت عن محادثات أجراها في الرياض مع الأمير عبد العزيز آل سعود ، كما يحتوي على مجموعة من الرسائل المتبادلة بين الأمير عبد العزيز آل سعود والملك حسين . ومن أهم محتويات هذا القسم أيضاً مذكرة مفصلة للسير برسي كوكس عن "علاقات بريطانية مع ابن سعود" (تسلسل 197) وتقرير مفصل كتبه فيلبي عن البعثة التي ترأسها إلى الرياض واستغرقت سنة كاملة للتعامل مع (الإمام) عبد العزيز آل سعود في أمور معينة ذات أهمية متبادلة، مع ملاحق عديدة تحتوي على وثائق مهمة تتعلق بالموضوع.
* * *
أما الأسلوب الذي اتبع في نقل هذه الوثائق وترجمتها، فهو كما ذكرنا في الأجزاء السابقة ، يتوخى الدقة التامة، دون أي حذف أو تعديل في الوثيقة أو تصرف في ترجمتها. وذلك هو المبدأ الذي التزمنا به في هذه الموسوعة على الدوام.
وتحتوي المجموعة، شأن المجموعات السابقة أيضاً ، على فهرس تحليلي مفصل يتضمن خلاصات لكل وثيقة من الوثائق المدرجة في المجموعة، وذلك تسهيلاً لمراجعتها، كما تحتوي على نبذة عن أهم الشخصيات التي ورد ذكرها في الوثائق أو أسهمت في إعدادها.
وأكرر بهذه المناسبة شكري الفائق للأستاذ سليمان موسى الذي تفضل بقراءة الكتاب وأبدى عليه ملاحظات وتصحيحات قيمة، كما سمح بنقل الأصل العربي لخمس عشرة وثيقة سبق له أن نشرها نقلاً عن أوراق الأمير زيد، وبذلك أعفانا من إعادة ترجمتها إلى العربية نقلاً عن الترجمة الإنكليزية.
أما ما تبقى في الكتاب من أخطاء ونواقص فتقع تبعتها على كاتب هذه السطور وحده.
ويلي هذا الجزء الثالث، الجزء الرابع الذي سيختص بالوثائق البريطانية عن الجزيرة العربية لسنة 1919 ، والله ولي التوفيق.
نجدة فتحي صفوة
-----------------
بعض ما جاء في الجزء الثالث:
القسم الأول
الحجاز
1917 ـ 1918
(1)
(تقرير)
عن الشخصيات الرئيسية في الحجاز
(أعده الكوماندر دافيد جورج هوغارث)
لاستعمال المكتب العربي في القاهرة ( * )
سرّي
الملك
حسين بن علي آل عون:
تولى الإمارة في سنة 1908 واتخذ لقب "ملك" في 29 تشرين الأول / أكتوبر 1916، يبلغ الثالثة والستين من العمر تقريباً، متوسط الطول، ذو ملامح ذكية. بشرته ذات لون فاتح، وملامحه اعتيادية ولطيفة. له عينان واسعتان معبرتان بنيتان ذواتا نظرات مباشرة تحت حاجبين واضحي الخطوط بقوة وجبهة واسعة. وأنف قصير منحن بشكل دقيق فوق شفة عليا طويلة بعض الشيء. الفم ممتلئ، ولكنه، بالنسبة لشرقي، ليس كبيراً، أما الشفة السفلى فبارزة ومفتوحة. أسنانه حسنة التكوين. والصيانة. اللحية كثة وليست طويلة، رمادية توشك أن تكون بيضاء. اليدان طويلتان قويتان، مع أنامل مستديرة في أطرافها أشبه بأنامل الموسيقيين. مظهره الخارجي لطيف ومجامل إلى درجة تكاد تحسب ضعفاً. ولكن هذا المظهر يخفي سياسة عميقة ودهاء ومطامح واسعة، وبعد نظر غير عربي، وقوة سجايا، وإصرار. يتسم بوجاهة عظيمة في حركاته وتصرفه، ولكنه في الوقت نفسه ذو طريقة في المخاطبة كريمة ومقنعة، كانت جدته شركسية، وهو يتكلم التركية بطلاقة، وبنتيجة إقامته الطويلة في الآستانة يعرف الأتراك جيداً وكذلك شيئاً عن الأوروبيين. ولكنه أنشأ أبناءه منذ عهد دراستهم في الآستانة، على غرار عرب الصحراء، وهو يفرض عليهم احترامه وحتى خشيته. هؤلاء الأبناء هم:
علي:
قصير القامة نحيل، يبدو عليه الكبر من الآن، وإن كان عمره 37 عاماً فقط. منحني الظهر قليلاً، وبشرته شاحبة إلى حد كبير، وعيناه واسعتان عميقتان، وأنفه دقيق أقنى بعض الشيء . الوجه متعب قليلاً ومليء بالتجاعيد، والفم معتدل. اللحية قليلة الشعر سوداء. له يدان رقيقتان جداً. وحركاته بسيطة تماماً، ومن الواضح أنه شخص حي الضمير، حذر، لطيف المعشر. سيد كريم بدون قوة في شخصيته، عصبي ومتعب. إن ضعفه البدني يجعله عرضة لنوبات سريعة من الهزات العاطفية، وحالات متتالية من العناد المتردد . والظاهر أنه ليس طموحاً لنفسه، ولكنه سريع الانجراف مع رغبات الآخرين . يعيش في عالم الكتب. حسن الاطلاع على الشريعة والدين. يظهر عليه دمه العربي أكثر من أخوته. كان يمثل والده في المدينة، حيث وقعت على عاتقه قبل الثورة مهمة التفاوض في أمر مرور غالب باشا [والي الحجاز] من بين عشائر حرب لتسنم منصبه في مكة ثم تجنيد كتيبة من العرب من أقوام مختلفة للالتحاق بالقوات العثمانية في سيناء. ولما قامت الثورة تولى القيادة أولاً قرب المدينة، ولكنه تراجع بعد ذلك وتولى إدارة القوة المختلطة في منطقة رابغ. وهو (اسمياً) رئيس وزراء والده. يجيد التكلم بالتركية مثل أخوته جميعاً.
عبد الله:
عمره 35 عاماً، ولكنه يبدو أصغر من ذلك. قصير القامة، ممتلئ الجسم، يبدو قوياً كالحصان، ذو عينين لامعتين لونهما بني داكن، ووجه مستدير ناعم، وشفتين مليئتين ولكنهما قصيرتان، وأنف مستقيم ولحية بنية اللون. وحركاته منفتحة شديدة الجاذبية، لا يتمسك قط بالمراسم، بل يمزح مع رجال العشائر وكأنه أحد شيوخهم ـ في المناسبات الجدية يزن عباراته بدقة، ويبدو مناقشاً حاذقاً، وقد لا يكون ذلك نتاج عقله بقدر ما هو وحي والده. ومن الواضح أنه يعمل لأجل رفعته، وأفكاره العريضة التي تشمل بلا شك تقدمه هو بصفة خاصة. والعرب يعدونه أمهر سياسي، ورجل دولة بعيد النظر: ولكنه ربما كان من الأول في تكوينه أكثر مما فيه من الثاني. يسمي وزير الخارجية في وزارة والده، وهو يبرر ذلك بإظهار معرفته بالعالم الخارجي أكثر مما لدى أخوته. يبدو أنه يفهم الفرنسية، إن لم يكن الإنكليزية، ويستطيع أن يقرأها، ولكنه، مثل فيصل لا يعترف بذلك، لأن العلاقات الخارجية قد تسيء إلى مكانته. قاد الجيش في الطائف على الدرب الشرقي، وانتقل إلى وادي العيس من الحناكية في كانون الثاني / يناير 1917.
فيصل:
طويل القامة، رشيق الحركة، نشيط يكاد يكون ملكياً في مظهره، عمره واحد وثلاثون عاماً وطوله حوالي 5 أقدام و10 بوصات ونصف، وخصره 24 بوصة، عريض الكتفين. سريع الحركة لا يستقر، أقوى إخوانه شخصية، وهو يدرك ذلك ويفيد منه. كبير العناية بلباسه، ويكاد يكون مفرطاً في الاحتشام في حديثه. له بشرة صافية كشركسي خالص، مع شعر أسود، وعينين مشرقتين مائلتين قليلاً على وجهه، وقليل الصبر، غير معقول أحياناً، ويشذ عن الموضوع بسهولة. يمتلك من الجاذبية الشخصية والحيوية أكثر مما لدى إخوانه، ولكنه أقل حذراً. ومن الواضح أنه ذكي، ولعله ليس عديم المبادئ أكثر مما ينبغي. ضيق الذهن إلى حد كبير، ومتهور حسين يعمل بوحي من حوافزه، ولكن لديه عادة قوية كافية على إعادة التفكير، وعندئذ يكون دقيقاً في حكمه. شخصية محبوبة وطموح، ذو أحلام كثيرة، وقدرة على تحقيقها، مع فهم شخصي عميق، ورجال أعمال كفؤ جداً. وهو وزير الداخلية في وزارة والده، ولا شك في أنه أقدر قادته العسكريين. يميل إلى عدم الاهتمام بالتفاصيل، ولا يستطيع الجلوس بلا حراك: كتلة من الأعصاب. وهو يؤلف قوة بين رجال العشائر عامة، ومحبوب جداً في سورية والعراق. قاد جيش والده الشمالي (وهو أوسع جيوشه) منذ حصار المدينة وتحرك، من منطقة ينبع إلى الوجه في نهاية كانون الثاني / يناير 1917.
زيد:
عمره حوالي عشرين عاماً، وقد غطت عليه كثيراً سمعة إخوانه غير الأشقاء.
أمه تركية، وهو على سرها. شغوف بالتجول على ظهور الخيل وتدبير المقالب. لم يعهد إليه حتى الآن واجب مهم، لكنه فعال. وفي تصرفاته شيء من الجفاف، ولكنه ليس شخصاً سيئاً. لديه روح الفكاهة، ولعله أكثر توازناً قليلاً، وأقل انفعالية من إخوانه. خجول. تولى القيادة في ينبع بعد مغادرة فيصل إلى الوجه.
ناصر بن علي:
الأخ الأصغر للملك (حسين) عمره 54 عاماً. كان عضواً في مجلس الأعيان العثماني وأقام في الآستانة معظم الوقت. له ثلاثة أبناء (أو أربعة؟). يقال إنه يؤيد سياسة أخيه، ويشاركه في بعض المصالح المتعلقة بممتلكات العائلة في مصر. كان في الآستانة مع أسرته حينما نشبت ثورة أخيه.
عبد المحسن البركاتي:
ابن إحدى أخوات الملك [حسين]، وكان في السابق وكيلاً رسمياً له في مصر. يمتلك أراضي في صفت اللبان (الجيزة) وتاروت (منيا القمح)، والآن هو قائم مقام مكة لدى خاله.
علي حيدر:
من فرع ذوي زيد، وينحدر من سلالة الأمير عبد المطلب. أقام في الآستانة عدة سنوات كنقيب للأشراف، أو ممثل رسمي لعائلة الشريف، وكان وزيراً للأوقاف. عضو في جمعية الاتحاد والترقي، وعضو سابق في مجلس الأعيان العثماني. متزوج، وزوجته الثانية امرأة إيرلندية له منها ثلاثة أولاد. ابنه الأكبر تعلم في إنكلترة. من دعاة الجامعة الإسلامية، ولكنه يميل إلى تأييد المصالح البريطانية، وله علاقات مع مسلمي الهند. رشح ليكون خليفة بالاسم، مع مقاطعة صغيرة في دمشق أو غيرها، على غرار البابوية، ولكن ليس من المعروف فيما إذا كانت هذه رغبته. وكيله في جدة، أحمد الهزازي، اتهم بالتآمر على الأمير في سنة 1916، وتعرض بيته للنهب بناء على أوامر صدرت بذلك على أثر احتلال جدة في حزيران / يونيو. أما علي حيدر نفسه فقد رشحه الباب العالي أميراً بعد نشوب الثورة، وأمر بالالتحاق بالمدينة. وصل في أواسط تموز / يوليو، وكان لا يزال فيها في أوائل سنة 1917.
شخصيات اخرى
.
عبد الكريم البديوي (الشريف):
من ينبع، عمره 28 عاماً. بشرته سوداء، طويل القامة، فعال، ملابسه من أرخص الأنواع، ولكنه نظيف، ويظهر محترماً كثر من حقيقته. في ذقنه خصلة شعر سوداء صغيرة، مع شارب طري. متفتح في تصرفه، فيه شيء من روح الفكاهة، سهل العادات، وصريح في كلامه. كفؤ وذكي، ولكنه يتصرف اعتباطاً، وهو عديم الشعور بالمسؤولية. لا يستطيع أن يقرأ أو يكتب. فارس عظيم ويعرف جهينة كلها. يدرك صدارة أسرته بصورة جدية، ويعمل لأجلها أكثر من أخوته.
جلب 690 خيالاً و854 من مشاة فرع الفوقة معه للهجوم على الوجه.
عبد اللطيف المزيني:
من جدة. من عشائر حرب (بني سالم). شيخ نزلة اليمنية وله نفوذ بين العرب. قصير القامة، أشيب اللحية، لطيف المظهر. وهو الآن أمير البحر (أي مدير الميناء) وإن كان جاهلاً ولا يستطيع الكتابة. يتزعم الحزب المناوئ لمحسن. لا يتمتع بسمعة حسنة.
عبد الملك الخطيب:
جاوي (نسبة إلى جاوة) من مكة. متعلم جيداً، وكان مراسلاً لجريدة (المقطم) في مكة. يتمتع بنفوذ كبير لدى الملك. له أملاك في مكة.
عبد المحسن بن عاصم (الشيخ):
رئيس عشيرة العصوم[2] من عوف برئاسة فرم. عمره حوالي 55 عاماً، محارب مرموق وحامل اللواء التقليدي لبني حرب.
عبد المحسن صبحي (الشيخ):
وئيس فرع صبخح من بني سالم (عشيرة حرب) يعيش في المستورة. ذو سمعة حسنة، ولكنه ليس رجلاً قوياً ذا نفوذ.
عبد القادر العبد (الشيخ):
من شيوخ مكة. عينه أمير مكة وراقباً لشؤون "المتوفين" الجاويين. قضى بضع سنوات في جاوة ويتكلم لغتها. غني، وله تجارة واسعة، التحق بالشريف فيصل في دمشق سنة 1916، مع إشعار من الأمير بأن الثورة ستبدأ قريباً. عين مديراً عاماً للبريد في الحجاز في حزيران / يونيو 1916 ولكنه استقال فيما بعد وعين متصرفاً لينبع (بلا راتب) ليعمل مع جيش فيصل، وفي كانون الثاني / يناير 1917 استدعى إلى الوجه.
رجل في حوالي الخامسة والأربعين من عمره، أسمر البشرة، أشيب اللحية، وله عينان ناعمتان واسعتان جداً. ربما يجري في عروقه شيء من دماء الشرق الأقصى أو الشرق الأوسط. رجل أعمال جيد، نشيط، كفؤ، وسريع. مجامل جداً للبريطانيين وأفضل رجل يمكن التعامل معه في ساحل الحجاز. له عقلية تحب التعرف على الأمور، ذكي، متعلم، وغير متحيز، ولكنه شخصياً غيور، وصعب بالنسبة لمرؤوسيه وزملائه.
عبد الرحمن بن جنيد:
من جدة. يملك سفناً شراعية وينقل الأسلحة.
عبد الرحمن بشناق (الشيخ):
من مكة. رئيس البلدية.
عبد الرحمن (السيد):
من الرويس، على بعد ساعة شمالي مكة. تاجر أسلحة مهم. معاد للأتراك.
عبد الرؤوف جمجوم:
من جدة. أصله مصري. تاجر عام. عضو مجلس البلدية. غبي، عنيد، في حوالي الثلاثين من عمره.
عبد الله بن دخيل (الشيخ):
أحد شيوخ «الرس» يقود الآن حرس فيصل الخاص من العقيلات. رجل ذو وجه طويل نحيل مع أنف طويل أقنى، وذقن مدبب ووجنتين مرتفعتين وفكين غائرين. داكن البشرة، لحيته سوداء لامعة وكذلك شارباه. هادئ جداً، وقلما يثبت وجوده، ولا يصدر أوامر لجماعته إلاّ حينما تكون المعركة وشيكة، وعندئذ يصحو ويتولى قيادة الأمور بأنشط وأكفأ ما يكون. انضباطي صارم، استثار جماعته على العصيان في الوجه في 10 شباط / فبراير سنة 1917. وهو محارب ذو خبرة، شجاع جداً، ويعتمد عليه. لم يسافر كثيراً خارج مناطق القصيم والدواسر ومكة، ولكنه مذهب ولديه حب استطلاع تجاه ما هو أجنبي ـ سنه تتراوح بين 35 عاماً و40 عاماً.
عبد الله سراج (الشيخ):
وزير العدل لدى الملك، مفتي الحنفية السابق وشيخ الإسلام. صديق شخصي للملك. في نيسان / أبريل 1916 ـ في مناسبة زيارة الجمعة التي قوم بها الوجوه إلى دار الإمارة في مكة، أثار قضية الحصار البريطاني الوشيك وطالب باتخاذ إجراءات قائلاً إن شعب الحجاز سيقضى عليه إذا لم تتخذ التدابير مع بريطانية.
وهو رجل في حوالي السادسة والأربعين، طويل القامة جداً ونحيل، طويل الوجه والأنف، ذو لحية قصيرة. يتمتع بسمعة عالية ويعهد إليه الملك بسلطات واسعة.
عبد الله بن ثواب (الشريف):
من أشراف عتيبة. أمير المقاطعة. في حوالي الأربعين من عمره. يعمل مستشاراً للشريف زيد. جيد التعليم وذو نفوذ كبير. كان في ينبع في تشرين الأول / أكتوبر سنة 1916.
عبد الله الزواوي (السيد):
مفتي الشافعية في مكة وأحد ممثلي الأشراف في المجلس التشريعي. في حوالي الخامسة والستين. صديق الملك، وإن كان في السابق ضده. سمعته حسنة. غني وذو نفوذ بين العرب.
عبد الله أبو زنده:
من جدة. عبد سابق لذوي زيد من مكة. مضارب صغير. مؤيد للأمير ومعاد للأتراك.
أبو بكر خويقير (الشيخ):
عضو المجلس التشريعي، يمثل السكان المدنيين.
أبو جريدة:
من مكة. كان قائداً لقوات الأمير بعد أبنائه. كان يحمل رتبة (بيكباشي) العثمانية. متفان لأجل الملك. عبد سابق، لعشيرة شهران من بيشة، التي يأتي منها معظم حرس الأمير.
أحمد الهزاع (الشريف):
من أبناء عمومة ابن ثواب. يقيم على بعد حوالي 6 ساعات من مكة. رجل في حوالي الثامنة والعشرين، ذو وجه مربع ملامح صغيرة اعتيادية، وتعبير بطيء ولكنه لطيف. صامت جداً، ويطيع الأوامر بدقة. ليس ذكياً. بشرته داكنة اللون يقود مع ابن حارث كتيبة عتيبة المرهقة مع فيصل.
أحمد باهارون:
من جدة. عضو مجلس البلدية. في حوالي الستين. موسر الحال. تقي وغبي.
.
أحمد بن منصور الكريمي (الشريف):
من فخذ زبيد (قبيلة حرب). في حوالي الرابعة والخمسين من العمر. يعيش في بير ابن حصاني. ذو نفوذ ومتعلم جيداً. مع الشريف علي في رابغ. جاء مع الشريف زيد إلى القضيمة في أيلول / سبتمبر 1916 لقبول استسلام حسين بن مبيريك. لا يمكن الاعتماد عليه كلياً.
أحمد بن محمد أبو طقيقة:
عينه الأتراك رئيساً للحويطات الذين يقيمون في ساحل المدينة. مقره في ضبا. أزاح ابن عمه شاذلي العليان، الرئيس الشرعي. أعلن ولاءه للشريف في كانون الثاني / يناير 1917 وطرد الأتراك.
علي الحبشي (السيد):
من المدينة. تاجر حبوب وأخشاب غني. أبناء عمه، عبد الله وجعفر وهاشم يعملون في تجارته أيضاً.
علي لطف الله:
من جدة. من أصل سوري. عضو المجلس البلدي. متطفل. عنيد. تاجر حبوب كبير. في حدود الخامسة والستين.
علي المالكي:
من مكة. وزير المعارف في مجلس وزراء الملك.
علي بن عريد (الشريف):
رئيس (الحوارث) وهي عشيرة سلابة. من بلدة المضيق. مرافق الشريف علي. أرسل إلى نوري الشعلان في صيف سنة 1916. يوثق به.
علي الشركسي:
من مكة. عضو المجلس التشريعي للأمير، يمثل العنصر المدني.
أنور أشجي:
من المدينة. من عائلة تركية تقيم هناك منذ مدة طويلة. رئيس البلدية.
أسعد دحام بن أحمد (الشيخ):
من مكة. من مستشاري الملك المفضلين. رجل متوسط القامة، ذو وجه مستدير شاحب. مع عينين غامقتي اللون ولحية بيضاء. في حدود الستين.
عاصي بن عطية:
منافس لسليم بن حرب في رئاسة بني عطية. انضم إلى الشريف فيصل في شباط / فبراير 1917. مهم.
عطاس حضرمي:
من جدة. أحد العلماء والتجار الرئيسيين. يمتلك سفناً شراعية ويتاجر بالحبوب مع «ميدي»[3]. العمر حوالي الأربعين. معاد للأتراك.
عبده ابن زويد:
من ينبع. رئيس جهينة الرفاعية (261 من الهجانة و836 من المشاة) في حوالي الأربعين من عمره. رجل داكن البشرة قصير القامة مظهره يدل على الذكاء، له لحية تشبه لحية الماعز، وفم طويل وشفتان دقيقتان، وهو بصورة عامة مقطب، ولكن كثيراً ما تنفرج أساريره المتجعدة عن ابتسامة حكيمة تنم على الرضى. عيناه منحرفتان إلى الأعلى بعض الشيء، وفيهما بريق مؤكد. طماع، يتودد إلى الأجانب، ولديه عادة روح الفكاهة. ولكنه عرضة لنوبات من حدة المزاج، ويقال إنه في إحداها ألقى بجنديين ألمانيين من بعثة فون ستوتز ينغن إلى الكواسج في ميناء ينبع. وهذا في رأيه أعظم منجزاته. ولكن أهل ينبع واثقون أن الحادث لم يقع قط. وقد ساعد في فرار بعض أعضاء البعثة براً، ثم سلبهم في منتصف الطريق إلى أملج.
عواد سلامي (الشيخ):
رئيس قسم «الرحالة» من بني سالم (قبيلة حرب). يعيش بين المدينة وبير راحة. عمره حوالي الستين. معارض فعال للأتراك. حليف للحويفية والعصيدية وبني علي.
بالاراج:
من الليث. التاجر والمقاول الرئيسي للحكومة للتزويد بجميع التجهيزات العسكرية.
باناجه الحضرمي (عائلة):
من مكة وجدة، يعملون في التجارة مع الهند والسواحل، ويمتلكون السفن الشراعية ويسيرون حملات الأسلحة (مثلاً: إلى القنفذة في الحرب التركية ـ الإيطالية) رجالها المهمون هم:
عبد الرحمن، من جدة، رئيس العائلة. سجنه الأتراك مرة.
عبد الله، من جدة، أخوه، منحه الأتراك لقب باشا. رئيس اللجنة العليا للمدينة. رجل كبير السن أبيض الشعر.
أحمد بن عبد الرحمن، من مكة، ابن المذكور أولاً، يقال إنه أغنى السكان. أمين صندوق البلدية. في حوالي الثلاثين من عمره، طويل القامة، جاحظ العينين، طويل الوجه والأنف، لحية سوداء متناثرة، وشارب طويل معتدل، عهد إليه الملك بمنصب وزير المالية في أول وزارة له، انفصل عن أبيه والشركة، واستقل بعمله. كان يقوم بإدارة أعمال الأمير قبل الثورة.
بركات الأنصاري (السيد):
من المدينة. رجل غني ذو نفوذ كبير في البلدة، في حوالي الخامسة والستين.
بركات بن سمياح:
يعمل قائداً لقوات الهاجنة لدى فيصل، برئاسة الشيخ يوسف خشيرم.
باصبرين الحضرمي:
من جدة. ينتمي إلى عشيرة عمودي من حضرموت. عالم في جدة خلال عشرين سنة الماضية. من مصوع سابقاً. العمر حوالي الثمانين. تعلم في زبيد. سمعته حسنة ومحبوب.
بازازه (بيت):
يتاجرون في جدة والسويس والإسكندرية. أحمد بازازه كان مساعداً لمدير الميناء في جدة. يمتلك سفناً شراعية وقد سير حمولات الأسلحة خلال الحرب التركية ـ الإيطالية. من أصل مصري.
بدر بن شفيع:
الأخ الأصغر لمحمد بن شفيع. عربي جميل الطلعة متوسط الطول، نحيف البنية، ذو لحية سوداء كثة وشاربين. كثير الكلام مثل أخيه تقريباً، ولكن صوته أوطأ، ولا يظهر بمظهر المغفل، على الرغم من أنه ليس ذكياً. متراخ. لا يقوم بدور كبير في الأمور، يبدو في الخامسة والثلاثين من العمر. يعيش في ينبع.
فائز بن غصين:
من عرب السلوط في اللجاة، الآن في الحجاز يعمل سكرتيراً لسيدي فيصل. كان أول رسول لفيصل إلى نوري الشعلان في كانون الثاني / يناير 1917. جيد التعليم، وكان في السابق قائم مقام (عقيد) في الجيش التركي. يتكلم ثلاث لغات. أرسلناه إلى العريش في سنة 1917 ليفاوض العشائر.
فائز الذويبي:
من فرع بني عمر من عشيرة حرب (انظر ناهس الذويبي) كان رسولاً من الشريف علي إلى أبيه قبل ثورة حزيران / يونيو سنة 1916.
أحمد فوزي البكري:
من دمشق (من نسل الخليفة أبي بكر). ابن عطا باشا البكري المتوفى سنة 1915 ذهب الآن إلى الحجاز والتحق بالأمير في حزيران / يونيو 1916، وفي كانون الأول / ديسمبر كان وزيراً للخارجية بالنيابة. عمره حوالي 34 عاماً، كان عضواً في الجمعية الإصلاحية. غني، سراح، ذو نفوذ، صديق شخصي للملك ولفيصل. له عداوة عائلية مع عبد الرحمن
.
غالب البديوي (الشريف):
أخ غير شقيق لمحمد علي البديوي، وبنفس العمر ولكنه يبدو أكبر. له لحية طويلة بيضاء شعثاء. له عينان تميل قرنيتهما إلى البياض، بالي المظهر، كثيراً ما استبقي في ينبع ليتولى الإمارة بينما يكون إخوانه مشغولين.
حافظ محمد أفندي أمين المكي (الشريف):
من مكة. وزير الأوقاف ومدير الحرم. يشرف على التبرعات والرسوم للأغراض الدينية. رجل متوسط الطول أشقر، له سمعة جيدة كرجل منصف، له خلق رضي.
حامد بن رفادة:
ابن عم سليمان. التحق بفيصل في سنة 1916، وهو مرشحه لمشيخة بلي.
حمزة الفعر (الشريف):
من أشراف عتيبة (فرع برقة)[4] يعيش في مكة وعضو في المجلس التشريعي.
حسن بن ناصر بن ذياب (باشا):
الرئيس الرسمي لفرع الأحامدة من بني سالم (قبيلة حرب) ورث لقبه، هو مثل والده "باب عرب" أو وسيط بين الحكومة والعشائر. يتسلم 60 جنيهاً شهرياً من الأتراك. عمره حوالي 45 عاماً. علاقاته ودية مع شيوخ حرب الرئيسيين ومحبوب من العشائر. عادل ولبق. مندوب من المدينة إلى مؤتمر حزب الاتحاد والترقي في إستانبول في أيلول / سبتمبر 1916 ابنه حسين في خدمة الحكومة.
.
حسين بن فوزان:
رئيس عشيرة الصحف من بني عوف (حرب). يعيش في عسفان على الطريق بين مكة ورابغ، وهو مع جماعته مسؤول عن معظم عمليات السلب في منطقة مكة ـ جدة وإن كان هو نفسه يحاول أن يكبح جماح رجاله. في حوالي الخمسين من عمره، وهو شيعي.
حسين بن مبيريك:
رئيس فرع زبيد من عشيرة مسروح (قبيلة حرب) وواحد من أقوى شيوخ حرب. يقيم في رابغ. رجل ذو سلطة عظيمة يحلو له أن يخاطب بألقاب رنانة. يمتلك سفناً شراعية وتبادل مراسلات مع خفر البحر الأحمر حول المصادرات والاتصالات الأخرى، ولكن لم يزره حتى الآن أي ضابط سياسي. يجب أن يعامل معاملة ممتازة وبحذر. في سنة 1916 جمع حوالي 4.000 رجل واستولى على كمية كبيرة من المال كانت في طريقها من المدينة إلى مكة لاستعمال الدولة العثمانية الرسمي. انضم إلى ثورة الأمير في حزيران / يونيو 1916، ولكن بدون حماسة كبيرة، وعارض في نزول الكتيبة المصرية لأول مرة في رابغ. تراسل مع الأتراك وقبل منهم الرشوة. حجز تجهيزات الأمير وحولها. في آب / أغسطس انسحب إلى الداخل واحتل الأمير زيد رابغ بالقوة. وبعد ذلك شق طريقه إلى المدينة والتحق بالأتراك بصورة قاطعة، ولكن روي في تشرين الثاني / نوفمبر أنه يحاول مفاوضة الأمير. لا يمكن الوثوق بأنه يخدم مصلحة غير مصلحته الخاصة.
إبراهيم نائب الحرم (السيد):
من مكة. عضو المجلس التشريعي. يمثل العنصر المدني.
إسماعيل بن مبيريك:
أخو حسين. يعيش في بئر الماشي.
جابر العياشي (الشريف):
أكبر شيوخ جهينة. يعيش في ينبع النخل. في حوالي الرابعة والأربعين من العمر، مؤيد للشريف وقد أرسله فيصل إلى سليمان بن رفادة في أيلول / سبتمبر 1916، ويتبعه كثير من أعضاء عشيرة جهينة المستقرين.
محمود عاشور:
من جدة. مصري (أصله من الأقصر). تاجر حبوب وصاحب سفن شراعية. عاقل ولكنه ليس لامع الذكاء في حوالي الخامسة والستين.
منصور بن عابس:
رئيس الظواهر، أكبر أفخاذ بني سالم (قبيلة حرب) يعيش في الحمرا. في حوالي الستين من عمره، كريم، منصف ومحبوب لدى العشائر. أخوه ناصر مهم أيضاً.
محمد عابد (الشيخ):
من مكة. مفتي المالكية. ممثل الأشراف في المجلس التشريعي. في حوالي الخامسة والستين، ذو سمعة جيدة، ولكنه ليس ذكياً. صديق الملك.
محمد علي البديوي (الشريف):
يقول إن عمره واحد وأربعون عاماً. على وجهه آثار الجدري. مصاب بالزهري والتهاب الأجفان: يكاد يكون أعمى. داكن لون البشرة جداً، مع لحية خشنة مبعثرة بيضاء وشاربين قصيرين خشنين. رديء الملبس، ويسير حافي القدمين عادة. تصرفاته خشنة للغاية وغير مهذبة. ومظهره كله فظ. متوسط الطول والبنية. شكوك بطبعه، لا يتمتع بشيء من روح الفكاهة. ولكنه وغد مرح، والتعامل معه لا بأس به. إمارته على جهينة موروثة ولا ينازع عليها. وهو من الشرفاء الحسنيين، فرع بني جاف (الشرفاء الآخرون في جهينة هم العياشة، والهاجري، والمحمدي) وهو لا يكاد يكون مقبولا ًفي الحلقة الداخلية للمجتمع الشريفي في مكة وإن كانوا يعترفون بصحة نسبه. كان مؤيداً للأتراك ثم أصبح معادياً لفيصل نتيجة للنفوذ الذي كان يتمتع به بين جهينة. في سنة 1910 ذهب إلى العقبة نيابة عن شريف مكة للتوسط في نزاع عائلي بين الحويطات، وله نفوذ عظيم هناك، شأنه في كل مكان من شمال الحجاز. التحق بفيصل في أملج في 18 كانون الثاني / يناير وكان مفيداً جداً في الزحف على الوجه، وعين بعد ذلك أميراً على ضبا. بسبيل أن يفقد بصره.
محمد علي لاري:
من جدة. تاجر سجاد غني. قنصل إيران، بهائي ومؤيد لإنكلترة. جيد التعليم وذكي.
محمد أفندي نصيف:
كان وكيلاً فخرياً للأمير في جدة. محب للإنكليز وجدير بالثقة. أملاكه كثيرة في جدة. وله منزل جيد وهو حسن التعليم. عضو المجلس، ولكنه لا يشارك في الوقت الحاضر، يرغب في التجنس بالجنسية البريطانية . معارض للأشراف. وهو ابن عمر نصيف الذي ينحدر من أصل مصري. في حوالي الثانية والثلاثين. يمارس التجارة على نطاق واسع. رجل مهيب الطلعة خير المظهر ذو نظارتين.
محمد بن علوي السقاف:
من مكة. يلقب "شيخ السادة". أرسله الملك بمهمة خاصة إلى عشائر عدن في تشرين الثاني / نوفمبر 1916 ـ رجل متعلم ذو نفوذ. ينتمي إلى طبقة السادة في حضرموت. تاجر له علاقات في سنغافورة.
محمد علي أبو شرين (الشريف):
يقود كتيبة أشراف جهينة المؤلفة من 270 فارساً و296 من المشاة. شريف هاجري، في حوالة الخامسة والخمسين من عمره مع وجه متعب مجعد مليء بالحفر والحبوب . لحية بيضاء طويلة وشفتان مسترخيتان، يتكلم كثيراً، ولكنه مجامل، ويسره دائماً أن يخاطب. أسرته معروفة، ربما بسبب شيء فعله أقرباؤه إذ إن سلطته الشخصية ضئيلة.
محمد بن عارف عريفان (الشيخ):
من القضيمة في وادي أثول، شيخ من فخذ "زبيد" من بطن "مسروح" من قبيلة "حرب". يعيش على مسافة ساعة واحدة في الداخل من رأس عرب (مخلوخ). كان موضع ثقة أمير مكة، ولكن يجب أن لا يوثق به كثيراً حينما يتعلق الأمر بمصالح رئيسه الأعلى حسين بن مبيريك. استخدمناه في معظم اتصالاتنا الأولى مع الأمير، ودبر نقل الأسلحة والتجهيزات وإنزالها. رتب اللقاء بين الشريف زيد والمندوبين البريطانيين في 6 حزيران / يونيو 1916، وكذلك انسحاب حامية الإدريسي من القنفذة في آب / أغسطس. له سبعة أبناء. يدعي أن له نفوذاً بين زبيد ودوراً في مقتل ستة من الألمان في مكان يبعد ثلاث ساعات عن قريته في أيار / مايو سنة 1916 . زعيم حزب في جدة.
محمد بن حمد (الشيخ):
من شيوخ عوف (قبيلة حرب) يعيش في رابغ وهو صديق لحسين بن مبيريك. أسرته حكمت عوف منذ أيام الرسول. عمره حوالي 45، غني، ولكنه بخيل وغير محبوب. يؤجر الجمال للحج, يوافق على غارات رجال عشيرته عليها، ثم يحصل على حصته من الغنائم.
محمد بن جبارة السراسيري:
قاد قوات بني إبراهيم (1916 فارساً و800 من المشاة) في التقدم على الوجه، في حوالي الثلاثين من عمره، بلون القهوة، قصير القامة، صغير الجرم، ذو رأس ووجه صغيرين وأنف أقنى قليلاً، وعينين بنيتين كبيرتين، وشفتين دقيقتين مضمومتين، وذقن دقيق. كلامه يدل على العزم، ولكن وجهه فيه ندوب الجدري ويكاد يوحي بالشر. لحيته صغيرة جداً، وكذلك شارباه، وليست له أهداب. يبتسم فجأة، وعندئذٍ تسترخي تعابير وجهه. شخص حذر، وقلما يتكلم. شيخ جهينة المستقرة في وادي ينبع. تربطه صلة مصاهرة بسليمان بن رفادة. كان يقبض من الأتراك، ولكنه الآن مؤيد الملك الحجاز بقوة.
محمد بن صالح الغنيم:
الشيخ السابق لبني غنيم من بطن "موسى" من قبيلة جهينة. و"أمير العرب" في أملج. ثار على الأتراك في نهاية سنة 1915 مع ابنه سعد، خليفته في المشيخة، وقطع الطريق على قوافل التموين بين الوجه وأملج (حيث يقيم). أرسل ابنه إلى المدينة، حيث قابل الأخير الشريف علي ولدي عودته حاصر موقعين تركيين. في أيلول / سبتمبر سنة 1916 حينما أعاد الأتراك احتلال أملج، قيل إنه تراجع إلى الداخل وإنه يجمع عشائره لمقاومتهم. كبير السن لا ترجى منه فائدة كبيرة (انظر سعد الغنيم).
محمد بن شفيع:
من أسرة من العاملة، ومن عشيرة حرب، ولكن من الفرع الذي يعيش في وادي ينبع، وهو في المجتمع "جهيني" أكثر منه "حربي"، وكذلك في لهجته. قوته (95 هجانة، 400 مشاة) مؤلفة من أطراف جهينة. عمره حوالي خمسين سنة، قصير القامة جداً وبدين وغامق البشرة وله وجه مستدير غائر، وشفتان غليظتان وأنف قصير أشم، وجبين منتفخ، ولحية بيضاء كثة، وشاربان مثلها. قذر المظهر، سيء اللباس، في غاية النشاط ، ينتقل هنا وهناك طيلة النهار ولسانه يثرثر بصوت عال، يكاد يكون صبيانياً، له ضحكة ذات صوت أجش، وحركات غليظة. لا يستطيع أن يحكم على الأشياء، ويحمل بكل جد أغرب الشائعات كمعلومات ثمينة، بحيث كان من العبارات التي ذهبت مثلاً في المعسكر قولهم "أنباء ابن شفياع". وهو أضحوكة الجميع، ولكن ذلك يسره، لأنه ييسر له سبيل التعرف على الأشخاص من أسر الشيوخ.
ابنه "صالح" يافع في حوالي السابعة عشرة، سريع، لطيف المعشر، وذكي، أبلى بلاء حسناً في الهجوم على الوجه من البحر. هادئ.
.
محسن الفرم (الشيخ):
من شيوخ بطن "الفردة" من قبيلة حرب. يقال إن له سلطة قوية على قسم كبير من بني مسروح. يمتلك أراضي في العوالي، قرب المدينة ومراعي حول أبو مغير، على مسيرة خمسة أيام باتجاه الشمال الشرقي، على طريق مكة ـ حائل كان مع "شمر أسلم"، يقاتل ابن الرشيد، وأسس له قاعدة موقتة في "تشاباده".
محسن بن منصور الكريمي:
من شيوخ بني "مسروح" وهم أحد بطون "حرب". يتبع أمير مكة، ويوصف في السواحل بأنه "أمير حرب" (وهو لقب وراثي يشترك فيه مع أخيه أحمد) تولى في حزيران / يونيو 1916 قيادة القوات العربية التي هاجمت الأتراك في جدة. رجل طويل القامة، نشيط ذو عزيمة ماضية. يناهز عمره الأربعين، خالط الشيب شعره ولحيته. له عينان حادتان. قائد جدة العسكري، ولكنه غير مؤهل بطبيعته للتدريب على الإدارة المدنية ( لا يستطيع أن يقرأ أو يكتب جيداً). شجاع ولكنه وحشي في أساليبه. يخشاه أهل المدن ويكيدون له، باستثناء خيرة الأشراف هناك. مؤيد لبريطانية.
رجا بن خلوي:
تميمي (من ولد محمد) من قبيلة حرب. يقيم في جدة منذ مدة طويلة. وهو وكيل سري لحسابات فيصل. رجل من أسرة طيبة وموثوق. ذهب إلى الشريف عبد الله في كانون الثاني / يناير 1917 مقترحاً وجوب انتقاله إلى "وادي العيص". في حوالي الثانية والأربعين من عمره. ضخم مع شعر غامق اللون وبشرة فاتحة. لحية كثة، جبين وأنف مرتفعان. جيد الملامح. مقبول ظاهرياً وجشع سلاب.
سعد بن عروبجي (الشيخ):
شيخ فرع بني عمر من حرب. يعيش في محدث بين رابغ والمدينة. من سلابي الحج سيئي السمعة.
سعد الغنيم:
شيخ بني موسى من قبيلة جهينة. رجل قصير القامة أسمر اللون متين البنية، مع وجه مستدير يكسوه الشعر. تعبير وجهه قاس، وله سمعة بأنه وحشي. غير متعلم تماماً، محارب ممتاز، وإن كان غير حذر، يمكن إثارته بسهولة، ولذلك لا يصلح لقيادة جيش، ولكنه نصير ممتاز. أتباعه الشخصيون هم مراوين جهينة، وقد أعطى 600 منهم إلى أبيه ، محمد بن صالح الغنيم، واستبقى لنفسه 700 شخص من أجل حملة الوجه.
سعد الحويفي:
شيخ قسم الهدافة من بني سالم (حرب). يعيش قرب المدينة ويعارض الأتراك في كل شيء . في حوالي الخامسة والأربعين، محبوب لدى العشائر لا ينهب.
صالياح (الشيوخ):
من مكة. مسؤول عن مخازن الأسلحة. رجل طويل القامة في حوالي الستين من عمره، ذو عينين زائغتين وأسنان مكسورة. بشرة داكنة ولحية قصيرة بيضاء.
سليم بن حرب:
شيخ بني عطية، يعيش في تبوك.
شاذلي العليّان:
الرئيس الشرعي المخلوع للحويطات على ساحل المدينة. (انظر أحمد بن محمد أبو طقيقة) أعلن ولاءه لملك الحجاز.
شاكر بن زيد بن فواز العبادلة (الشريف):
من مكة. أمير عتيبة في مكة. من أقرباء الأمير وصديقه الشخصي. أرسل في مهام سرية. مثلاً: صحب الشريف زيد لمقابلة المندوبين البريطانيين في 6 حزيران / يونيو 1916 ، في حوالي الخامسة والثلاثين من عمره، على وجهه آثار الجدري الكثيفة. متوسط الطول، شعره ذو جدائل على الطريقة البدوية. الشخص الثاني في القيادة بعد الأمير [عبد الله].
الشيبي (عائلة):
من مكة. قريشيون . سدنة الكعبة (يفتحون بابها في اليوم الثالث للحج) الأعضاء الرئيسيون هم:
محمد صالح الشيبي (الشريف): سادن الكعبة. نائب رئيس المجلس التشريعي، وممثل الحرم المكي. رجل قصير القامة أسمر اللون في حوالي السبعين من عمره. قيل إنه ضد الملك.
( * ) المصدر: Hogarth, D.G. “Hejaz before World War I “ , (Falcon- Orleander), Cambridge, 1978, pp. 54-74.