بعض قبائل الحجاز من كتاب الدرر المفاخر للشيخ محمد النجدي سنة 1818

 

بعض قبائل الحجاز من كتاب الدرر المفاخر




في ذكر قبائل الحجاز

) من كتاب الدرر المفاخر في اخبار العرب األواخر( للشيخ محمد النجدي سنة 1818

ومنهم المعروفون "بلى" ذوو الذكر العلي والفخر الجلي

والذكاء المفرط والوفاء المقسط والميل للمحامد والطعن

والمحالة والعهد الوفي والمكر الخفي الذي هم ساعد الجسد

والحماة للبلد، خيرهم ظاهر وشرهم قاصر، أحالمهم يهتدي

بهم ونيرانهم يقتدي بهم عدد سقمانهم ثالثون ألف مطل

وفرسانهم سبعة آالف بطل.


فمنهم القبيلة السامي أسمها الوافر قسمها، والثابت في

دواوين الممالك رسمها المعروفون "بجهينه" ذو المكر

والخداع والجدال والنزاع والنزول والقراع الذين هم كماة

الحروب وزمات الخطوب شر الخالئق، أن سادوا وأكرم من

الريح إذا جادوا، والطف من الذئب في العجاج، ال سيما

ألختالسهم الحاج. وأما عددهم عساكرًا، فعشرة آالف بلى

قاصرو، أما أعدوها خليلهم فخمسمائة قد أعدوها للحماية.

ومنهم عتيبة ذو الترس والصيبة، والكوج والشيبة، القول في

هؤالء الكوج لمتبعين لألهواء أنهم أمرق من السهام وأعرف

يفرق الصبح عن الظالم إذ هم مجبولون على سهر الليل

وتاركين نزيلهم، يدعو بالحرب والويل، وأما عدد سقمانهم

فعشرة آالف، وأما خيلهم فألف، وقد تحمل أرداف ومنهم

"ثقيف" ذو العرض العفيف، إال إن فارسهم في الهيجاء

مخيف وهؤالء بقايا قوم "الحجاج بن يوسف" الذي أخباره

مشهورة وحكاياته مسطوره، عددهم ثالثة آالف وثمانمائة

فارس وهم أشد أهل الحجاز امتناع عن االستسالم وأصبرهم

في المالحم على مسقوع السهام في األجسام وإكرامهم

النازل.

ومنهم "البقوم" ولكن الحاكمة عليهم امرأة أسمها "غالية"

ذات رأي وتدبير وحزم وشجاعة لم يدركها أشد الرجال، وهذه

المرأة المذكورة في القلعة المسماة "تربة".

وأما بلدها فبلد واسعة، أرزاقها تأتيها من الطائف ومن مكة

المشرفة ولما توجه إليها الملك المنصور لسعيد السديد

محمد علي باشا، أبث الطاعة له والدخول تحت أمره، فبعثت

إلى الوهابي تستنجد وتستعينه على مصادمة الوزير وتعرفه

بهمته وعزمه، وأنه ال بد منازلها، فبعث الوهابي إليها أخوه

"فيصل" في أربعين ألف وأمره بحث عسكره، من أهل الجنوب

الماضي ذكرهم فلما قدم "فيصل" إليها بعدده، فإذا هي في

أتم التأهب ودخل "فيصل" البلد ومكث بها ثالثة أيام فإذا الوزير

قادم بألف مقاتل وقرب بعضهم من بعض فقال "فيصل" ما

ترون من أمرنا وتدبير مالنا هل نقدم عليه قبل قدومه علينا؟

أم نصبر حتى يقدم هو ونعمل له لمتارس والخنادق، فقالوا له

رؤساء قومه: إن هذا الوزير نفسه طويل ويومه كسنته فلو

مكثت أسبوعًا لم نشعر إال وحوله مثل عسكرك في أربعين

ألف فأستحسن رأيهم.

فزحم الوزير حتى صار عند رمية البندق والخيل بينهم تتجاول.

فأركب الوزير أطوابه عليه عن قرب حتى أضرت فأشاروا عليه

رؤساء عسرة أن ترحل من هذا الموضع العالي أي أنزل منه

وتستكفي مضرة األطواب، فأستحسن رأيهم عن الضرورة،

فأمر خدامه، فانزلوا خيامه، فلما بصر العسكر بنزولها اصحوا

صيحة كبرى، وقالوا وهابي أنهزم. أقبلوا بعزم وطمع حتى

خالطوا وأما عسكر الوهابي لما نظروا لنزول لخيام، وغارة

العسكر أيقنوا "فيصل" قتل فكل ضرب واجهة من عسكره،

ولم يبق من عسكره المذكور إال عدد قليل فتوجه إلى تربة

المرأة، فلما علمت بذلة ونصرة الروم عليها أغلقت

قاصدًا

األبواب دونه، وأخذت ترميه بالبنادق واألطواب، ففر إلى أخوه

منهزمًا. وأما هي فاختلفت األقوال عنها فقيل إنها أخذت

مواثيقًا وعهودًا من الوزير على نفسها وملكها وما تملك من

آلة الحرب من خيل وركاب وأسلحة وأنه أعطاها على ذلك

وبقيت.

والقول اآلخر إنها لما أنهزم "فيصل" وأيقنت بالقهر أخذت

ماعز وتوجهت إلى بلد الوهابي المساة "الدرعية" واألصح إنها

توجهت إليه، وملك الوزير أرضها وديارها وأموالها وأما عدد

عساكرها فسبعة عشر ألف ولم يتبعها منهم أحد وهللا أعلم.

ومنهم "هذيل" ذوو المخارق والويل مساكنهم رؤوس الجبال

ولم يتمكن منهم أحادًا لحذرهم وشدة أصالتهم بالرمي

ومدامنتهم الحروب فيما بينهم وبين أهل الحجاز وقلما

تصطلح عشيرتهم عن المؤاخذ والبغي، وأما عددهم فثمانية

آالف سقماني ولم يكن لهم خيل.

ومنهم "حرب" ذوو الطعن والضرب والكماة في الحرب وهم

يفترقون إلى أربع من كل فرقة تهزأ باألخرى، فالفرقة األولى

تعرف "ببني علي" واألخرى "الفرق" واألخرى "المضائين" "و

الذائبة" جملة عسكرهم أربعون ألف مقاتل وعشرة آالف خيال

وهم ساكنين في المدينة المشرفة على ساكينها أفضل

الصالة إلى خيبرز وخيبر ثالثة أيام.

ومنهم "بنو سلول" سقمانهم أربعة آالف وال خيل لهم.

ومنهم "بنو مخزوم" ذو الفضائل والعزوم والالزم المكرمات

والملزوم، القول فيهم أنهم أنوى من الفحام إذا جاءوا وأرفع

بناء للعلياء إذا شادوا، وأعلم بمدارج الحيل والمكر وأظرف

لبناء الحرب في العز والكر.

عدد سقمانهم عشرة آالف، وأما فرسانهم فألف وخيلهم

خمسمائة ومنهم "حاشد وبكيل" طائفة واحدة تنقسم

فرقتان، وهم أهل البذل المعروف وعزة النفس وإكرام النزيل

وذو شجاعة وإقدام وأما عددهم فثمانمائة آالف سقماني

وألف خيال.

ومنهم "عدوان" كبيرهم عثمان المضايفي " الذي مسكه عزيز

مصر أسيرًا وقد مضى ذكره، خمس وعشرون ألف سقماني

وثمانية آالف خيال.

وبلده المسماة "بالطائف" تبعد عن مكة المشرفة يوم وهي

ذات أشجار وأنهار ورفاهتها ال ُتدرك في غيرها.

ومنهم "و بيد" ثالثة آالف سقماني وخمسمائة خيال وهم ذوو

كرم باذخ ومجد شامخ وشجاعة معروفة وجزالة موصوفة

هذا على قلة عددهم وانقطاع بلدهم. ومنهم النازلون بك

معترك والطاعنون إذ ال تحين مفترك المساعير في الوغى

والحماة للسيف الواهبون المئات واأللوف والمكرمون

الطارقين من الضيوف نوالهم ال يمنع، ومغالهم في الجود ال

تتبع ، عددهم سقمانا عشرة آالف وفرسانا ثمانمائة فارس

ضغضغان.

ومنهم "بنو سالم" الكرام الطبائع والعزائم ورثوا المجد عن

حد بعد جد ولم يقف أحد على فضائلهم في الهزل وال جد

معرفون بالسماح وهم أندى العالمين بطون راح، سقمانهم

ثمانية آالف ساكي السالح وفرسانهم خمسمائة فارس

ينتظرون الكفاح.

ومنهم بنو "نسعة" عددهم من اآلالف تسعة والهم أهل خل

وال ركاب وإنما هم إذا أرجلوا أسرع من مر السحاب، وهؤالء

المذكورين أصبر في الحرب، وأنزل الكرب والمعاطاة بينهم

المكرمات عن قرب.

ومنهم بنو "سعد"، ذوو الوفاء بالعهد والصدق في الوعد

عددهم خمسة آالف سقماني.

ومنهم الشرارات ذو التفريج عن الكربات أطول الناس باعًا

وأكرمهم طباعًا وأرفاهم عهودًا وأنجزهم وعودًا وأرفعهم

عمادًا وأوراهم زنادًا، سادوا، باليمانيات، وشادوا بيوت

المكرمات، وطبعوا على المكارم واحتمال المقارع، أولئك خير

أقرانهم، وعين زمانهم عددهم عشرون ألف راجل كلهم تغلى

المراجل وألف فارس لم يصادفها في الحقيقة عظيم فارس.

ومنهم "سليم" و"يافع" قبيلتان متشبهتان جميعهم عشرون

ألف أو يزيدون، أدركوا بفعالهم غاية الحمد كما يريدون وال

وقفت لهم، عدد فرسان سوى مائة فارس أو مائتان، ولكن

هؤالء المذكورين في جميع فعالهم مشكورين.

منهم "الرميثون" القائمون في الحجاز مقام الناظر من العين،

عددهم سقمانا عشرون ألف وال سمعت لهم عدد فرسانا

سوى مائة وضعف.

ومنهم ذوو "رشيد" الذين قامت بتوضيح أقفالهم األسجاع

واألناشيد الجائدون إذا الجود عدهم والصادمون الحرب إذا لم

يجد أهلها منصدم، شادوا عمادها وأحيوا في الَسنة الشهباء

جمادها، عدد سقمانهم عشرة آالف وال أظن لهم من الخيل

مطاف.

ومنهم "بنو مسعود" المطبوعة أقالمهم على الجود، نيرانهم

موقودة وهباتهم موجودة وصفاتهم محمودة، سلكوا

مسالك لم تسلك وملكوا ممالكًا لم تملك وأجمعوا على

االجتماع وجلبوا على كرم الطباع وأوفوا بالعهود وأنجزوا

الوعود وكثروا عددًا واتصلوا مددًا، أما عددهم السقمان آالفًا

مفشرة، وأما الفرسان فثالثة آالف مكررة.

ومنهم "ولد سليمان" ينتسبون إلى عنزة عدد سقمانهم ثالثة

آالف وهم ساكنين خيبر هذه، قبل مساكن اليهود حتى شتت

شملهم اإلسالم ونفاهم عنها فمزقوا كل ممزق.

ومنهم "األيدا" ومنهم "الشمالن" الجميع أربعة آالف

وسبعمائة خيال والفقراء من عنزة كل هؤالء سكان خيبر

وخيبر واديين ذات عيون سائحة وأشجاره نخيل وهي موضوع

تعرف باألوجاع واألوهام وخبث الهوى.

تعليقات

الاكثر مشاهده

سوق الوجه قديماً.. حركة اجتماعية واقتصادية وتاريخية

قبيلة “بلى” تاريخها واعلامها

زاعم سياحية بحرية جاذبة في مدينة الوجه

صور لمدينة الوجه قبل مية عام تم تصويرها مابين1911 و1916

اضواءعلى دور قبيلة بلي في الحضارة العربية والاسلامية

الصحابي زهير بن قيس البلوي

ماذا تعرف عن أعظم فاتحي المغرب والأندلس؟موسى بن نُصيرالبلوي