سد قصيباء (سد البنت) السد العجيب
سد قصيباء (سد البنت) السد العجيب
كانت رحلة العودة من العلا الى خيبر رحلة في تأمل الجبال وكم يتمنى المرء ان يكون بجواره عالم جيولوجي يفسر له تباين الألوان والمظاهر من أسود وأحمر وبني ومزرق ومخضر ,
كان أحد أعضاء فريقنا على عجلة من أمره لارتباطه بالعمل والباقون يودون إلقاء نظرة على معالم خيبر مادمنا مررنا بها , وصلنا الى حل وسط بأن نمر على معلم واحد وهو سد قصيباء أو ما يسمى سد قصر البنت والذي كنت قرأت عنه في كتاب فلبي (أرض مدين) وهو في نواحي خيبر بالقرب من قرية الثمد,
قبيل غروب الشمس قررنا المبيت بعيد قرية الثمد حيث السد وكان المبيت في طرف حرة خيبر ورغم وعورة المنطقة فقد حصّلنا مكانا لا بأس به , كيف لا وقد أصبحنا خبراء في الحرّات!! وكان من متعة تلك الليلة تذكرنا لرحلتنا الى الجبل الأبيض, كان الجو باردا وغدا هو يوم عرفة فقررنا القضاء الكامل على كل ما بقي في حافظة الثلج , وقد فاجأنا ابو محمد بهذه المناسبة بفيليه سمك مشوي في حرة خيبر وبينما هو يشوي أخذت أبحث في الكتب التي معنا عن موقع السد فلم أجد شيئا يُغني , قمت بإخراج الكمبيوتر الكفي وفتحت الانترنت عن طريق شبكة الجوال ثم بحثت في قوقل ومواقع أخرى فوجدت معلومات لا بأس بها كما تابعت الصفحات الجوية!!! كتبت هذا لتتخيلوا معي كمية التطور التكنولوجي الذي نعاصره ومقارنته بأيام فلبي وحمد الجاسر !! لا أدري في المستقبل القريب هل سيتبقى هناك أي متعة للرحالة ومحبي الإستكشاف؟
فجر يوم عرفة كان باردا والرياح شرقية, درجة الحرارة 9 درجات مئوية مررنا بمسجد الثمد وكان فيه مجموعة من الشياب الصالحين جلسوا لقراءة القرآن حتى طلوع الفجر وفقهم الله وشعرت بالخجل عندما رأيت نظراتهم لي وأنا أسألهم عن وصف السد وقد قطعت عليهم قراءة القرآن!!
وقابلنا أحد شبابها الطيبين الذي دلنا على السد بسيارته عافاه الله. وسكان الثمد من بني رشيد .
السد عندما وصلناه كان مفاجأة حقيقية فهو عمل عظيم جبار يصعب التصديق انه من عمل أهل المنطقة وأيضا يستغرب من سبب وجوده هنا حيث يبعد عن خيبر 30كم وليس حوله الا قرى صغيرة ويعتبر عجيبا للأمور التالية:
ارتفاعه 30 متر وطوله ربما أكثر من 160 متر
بين الأحجار قوي البناء بالأحجار المهذبة والمونة
الجهة المقابلة للسيل مبنية على شكل هرمي متقن مليص بالجبس الذي لم يفسده الزمن
يوجد في الضفة الغربية مبنى إضافي غير معروف السبب ومتهدم قد يكون حصن ملحق
لا يوجد أي معلومات في المراجع عن هذا السد لكن أتوقع وجود حجر لتاريخ البناء في الأحجار المتساقطة من المبنى الملحق لو تم تنقيبها
والحقيقة أن وجود مبنى بهذه التقنية في هذا الوادي الصغير البعيد عن خيبر محير جدا ولا أظن أنه من عمل اليهود في عصور تواجدهم فلم يصلوا لهذه الدرجة من التقنية وخيبر نفسها لا يوجد بها ما يضارعه , البعض يظن انه من عصور قبل الإسلام لكن طريقة البناء تذكرني ببناء السدود على درب زبيدة فهل يرجع الى العصر الذهبي للدولة العباسية (القرن الثالث؟) أم انه من عمل أمراء المدينة الحسينيين اللذين كان لهم أملاك في هذه المناطق وكانوا على علاقة بالخلفاء العباسيين والفاطميين , كل هذا في علم الغيب!
ومن هناك ورغم ترددنا في مغرقة المكان كان خط عودتنا عبر طريق خيبر المدينة حتى تجاوزنا الصلصلة ثم أتانا طريق فرعي الى اليسار كتب عليه انه يؤدي الى مطار المدينة وعلى الخريطة يبدو انه سيختصر المسافة لنا فقررنا سلوكه وليتنا لم نفعل !! فالطريق سيء التنفيذ جدا, يبدو انه عمل على عجل والحقيقة انه كان مجرد مسح ثم زفلت من غير أي ردمية لذلك فقد خضخض بطوننا ورجرج عظامنا , أضف الى ذلك كثرة المنعطفات وانعدام المحطات ولا ننصح بسلوك هذا الخط خصوصا للعائلات.
كانت رحلة العودة من العلا الى خيبر رحلة في تأمل الجبال وكم يتمنى المرء ان يكون بجواره عالم جيولوجي يفسر له تباين الألوان والمظاهر من أسود وأحمر وبني ومزرق ومخضر ,
كان أحد أعضاء فريقنا على عجلة من أمره لارتباطه بالعمل والباقون يودون إلقاء نظرة على معالم خيبر مادمنا مررنا بها , وصلنا الى حل وسط بأن نمر على معلم واحد وهو سد قصيباء أو ما يسمى سد قصر البنت والذي كنت قرأت عنه في كتاب فلبي (أرض مدين) وهو في نواحي خيبر بالقرب من قرية الثمد,
قبيل غروب الشمس قررنا المبيت بعيد قرية الثمد حيث السد وكان المبيت في طرف حرة خيبر ورغم وعورة المنطقة فقد حصّلنا مكانا لا بأس به , كيف لا وقد أصبحنا خبراء في الحرّات!! وكان من متعة تلك الليلة تذكرنا لرحلتنا الى الجبل الأبيض, كان الجو باردا وغدا هو يوم عرفة فقررنا القضاء الكامل على كل ما بقي في حافظة الثلج , وقد فاجأنا ابو محمد بهذه المناسبة بفيليه سمك مشوي في حرة خيبر وبينما هو يشوي أخذت أبحث في الكتب التي معنا عن موقع السد فلم أجد شيئا يُغني , قمت بإخراج الكمبيوتر الكفي وفتحت الانترنت عن طريق شبكة الجوال ثم بحثت في قوقل ومواقع أخرى فوجدت معلومات لا بأس بها كما تابعت الصفحات الجوية!!! كتبت هذا لتتخيلوا معي كمية التطور التكنولوجي الذي نعاصره ومقارنته بأيام فلبي وحمد الجاسر !! لا أدري في المستقبل القريب هل سيتبقى هناك أي متعة للرحالة ومحبي الإستكشاف؟
فجر يوم عرفة كان باردا والرياح شرقية, درجة الحرارة 9 درجات مئوية مررنا بمسجد الثمد وكان فيه مجموعة من الشياب الصالحين جلسوا لقراءة القرآن حتى طلوع الفجر وفقهم الله وشعرت بالخجل عندما رأيت نظراتهم لي وأنا أسألهم عن وصف السد وقد قطعت عليهم قراءة القرآن!!
وقابلنا أحد شبابها الطيبين الذي دلنا على السد بسيارته عافاه الله. وسكان الثمد من بني رشيد .
السد عندما وصلناه كان مفاجأة حقيقية فهو عمل عظيم جبار يصعب التصديق انه من عمل أهل المنطقة وأيضا يستغرب من سبب وجوده هنا حيث يبعد عن خيبر 30كم وليس حوله الا قرى صغيرة ويعتبر عجيبا للأمور التالية:
ارتفاعه 30 متر وطوله ربما أكثر من 160 متر
بين الأحجار قوي البناء بالأحجار المهذبة والمونة
الجهة المقابلة للسيل مبنية على شكل هرمي متقن مليص بالجبس الذي لم يفسده الزمن
يوجد في الضفة الغربية مبنى إضافي غير معروف السبب ومتهدم قد يكون حصن ملحق
لا يوجد أي معلومات في المراجع عن هذا السد لكن أتوقع وجود حجر لتاريخ البناء في الأحجار المتساقطة من المبنى الملحق لو تم تنقيبها
والحقيقة أن وجود مبنى بهذه التقنية في هذا الوادي الصغير البعيد عن خيبر محير جدا ولا أظن أنه من عمل اليهود في عصور تواجدهم فلم يصلوا لهذه الدرجة من التقنية وخيبر نفسها لا يوجد بها ما يضارعه , البعض يظن انه من عصور قبل الإسلام لكن طريقة البناء تذكرني ببناء السدود على درب زبيدة فهل يرجع الى العصر الذهبي للدولة العباسية (القرن الثالث؟) أم انه من عمل أمراء المدينة الحسينيين اللذين كان لهم أملاك في هذه المناطق وكانوا على علاقة بالخلفاء العباسيين والفاطميين , كل هذا في علم الغيب!
ومن هناك ورغم ترددنا في مغرقة المكان كان خط عودتنا عبر طريق خيبر المدينة حتى تجاوزنا الصلصلة ثم أتانا طريق فرعي الى اليسار كتب عليه انه يؤدي الى مطار المدينة وعلى الخريطة يبدو انه سيختصر المسافة لنا فقررنا سلوكه وليتنا لم نفعل !! فالطريق سيء التنفيذ جدا, يبدو انه عمل على عجل والحقيقة انه كان مجرد مسح ثم زفلت من غير أي ردمية لذلك فقد خضخض بطوننا ورجرج عظامنا , أضف الى ذلك كثرة المنعطفات وانعدام المحطات ولا ننصح بسلوك هذا الخط خصوصا للعائلات.