مدينه الوجه التاريخ العريق والحاضر المشرق والطبيعة الخلابة

  • مدينه الوجه التاريخ العريق والحاضر المشرق والطبيعة الخلابة


تقع في الركن الشمالي الغربي من المملكة العربية السعودية ويحتضنها البحر بأمواجه الدافئة وشواطئه الحالمة لها تاريخها العريق الذي يؤكد اهميتها التاريخية كانت من محطات الحج الرئيسة لحجاج مصر والشام وبلاد المغرب العربي، بها من الشواطئ الساحرة الا انها لازالت بعيدة عن الاستثمار وبعيدة عن اعين المستثمرين.
(الموقع وسبب التسمية)
تقع محافظة الوجه في الجزء الشمال الغربي وتطل على ساحل البحر الأحمر غرباً ويحدها من الشمال محافظة ضبا ( 145كم)، و من الجنوب محافظة املج ( 165كم)، ومن الشرق محافظة العلا ( 240كم)، وقد وردت الوجه في قواميس اللغة العربية ومعاجمها بمعنى القليل من الماء وتنطق بسكون الجيم وبتحريكها، والوجه تأتي بمعنى الماء العذب الصيب وتأتي بمعنى منهل الوادي ومكان وجود المياه فيه ومما يؤكد هذا القول هو وجود الماء على سطح الأرض عند مكان يسمى قلعة الزريب وكان هذا المنهل احدى المحطات الرئيسية على طريق الحج في العصر العباسي والفاطمي وبعد عام 667اصبح مصدراً مضموناً للماء.
كما قال الحافظ ابن حجر العسقلاني - وقد مر بالوجه ووجده مسنتاً فقال حينها هذين البيتين:
أتينا إلى الوجه المرجى نواله
فشح ولم يسمح بطيب نداه
وأسفر عن وجه وما فيه من حيا
فقلت دعوه ما أقل حياه
ولما عاد إليه وجده ممطوراً قد صفت مشاربه واخضرت جوانبه فقال:
أرانا الجميل (الوجه) معتذراً لنا
فأوليته شكراً وما زلت مثنيا
وأطرقت نحو الأرض رأسي خجلة
وما أسطعت رفع الرأس من كثرة الحيا
(الجانب الجغرافي)
إن أكثر الأسماء الجغرافية العربية لها دلالات مختلفة فمنها ما يدل على لون أو نبات أو إنسان أو إتجاه.
فالوجه اسم يدل على اتجاه مثل الوجه القبلي (الاتجاه القبلي)
فالعموم ان تسمية الوجه جاءت من وجه الحجاز أي اتجاه نحو الحجاز او انه وجه الحجاز أي أول نقطة من أرضه يراها وينزل بها القادم براً وبحراً من إفريقيا ومن المغرب. وقيل ايضاً إنها مشتقة من مواجهة الركب (القافلة).
ويطلق اسم الوجه على الوادي أي الوجه كما هو معروف جغرافياً انه وادي من أودية تهامة وينزله الحجاج القادمون عن طريق الساحل من مصر والشام. ويطلق اسم الوجه على ميناء يقع في مصب ذلك الوادي في البحر وايضاً فمن الناحية الجغرافية فإن الوجه أول عمارة بلاد الحجاز.
فقد مر بالوجه العديد من الرحالة المسلمين ومنهم من يسميها ب(الوش أو الوشن) كالتاموري المغربي فيدغم الجيم في الهاء فيقلب الحرفين شينا مشددة وهي لغة أهل مصر في الوجه فقد ورد هذا الاسم في الرحلات المغربية منذ عهد بن عبدالسلام فما بعده فتصبح الوش بدلاً من الوجه ومنهم من يسمي الوجه بالوشاشة كما في الحملة التي اعدتها ا لدولة العثمانية عام 1082ه.
(المراكز)
بدا، المنجور، ابالقزاز، الكر، النايع، خربا، السديد، الرس.
(الوجه في كتب الرحلات)
جون لويس بوركهارت في كتابه رحلات في شبه الجزيرة عام 1818م (الوجه قلعة في طريق الحجيج على بعد ثلاثة اميال داخل البرية بالقرب منها ينبوع ماء رائع قريباً من خليج صغير يعد بمثابة ميناء للقلعة ولذا فقد كان اسمه مرسى الوجه).
وقد زار الوجه ولستد عام 1833م وذكر وجود قلعة الزريب.
وريتشارد بيرتون 1295ه عبارة عن مجموعة من (البيوت) المستديرة المشيدة من احجار تجمعت فوق صخرة مرتفعة من الجانب الشمالي من خليجها الصغير (الميناء) وهي تبعد ستة أميال عن قلعة الوجه والتي تزدهر مع الميناء بسبب بيع الماء والمؤن للحجاج.
وفيلبي الذي زار الوجه عام 1951قد وصف الوجه بعد هذه الزيارة بأنها تضم عدد كبيراً من البيوت في المدينة السفلى (السوق) والأخرى في المدينة العليا (المدينة). وهي سوق رائع ودوائر من الجمارك والمالية وشؤون المرفأ والمحكمة.
لورنس العرب الذي جعل للوجه دوراً هاماً في احداث الحرب العالمية الاولى.
وردت الوجه كمحطة على درب الحج وذكرها العديد من الرحالة المسلمين.
وقال العبدلي في رحلته سنة 689ه (وماء عذب طيب ولكنه ليس بغزارة).
وقال العمري في صف الوجه (هو جفار في و ادي يسيح ماؤه ليلاً ويشح نهاراً).
اما الجزيري فقد ذكر الوجه بأن ماءها اطيب مناهل الحجاز.
وقال التاموري المغربي سنة 1242ه في وصفه إلى الوجه فوصلنا (الوش) وفيه دار للمخزن وأبار وأصعب مراحل الدرب بين الحوراء الوش إذ لا ماء بينهما فيموت الناس والبهائم فيه من العطش.
وذكرها الكبريتي فقد قال عنها (والوجه هذا شعب فيه قلعة لطيفة فيها بئر وخارجها بئران وكلها مطوية).
اما العياشي 1072ه وصف القلعة بأنها حصن حصين في وادي كبير يخرج من بين الجبلين.
اما الخياري 1081قال:إنها قلعة صغيرة قائمة البناء غير ظاهرة الإشراق والسناء. ويقصد بظاهرة الإشراق والسناء قلعة التي تحيط بها الجبال بحيث لا ترى إلا عند الوصول إليها.
وقال المخزومي 1306ه عن الوجه أنها بلدة متوسطة البناء وهي آخر الحجاز.
وقال إبراهيم باشا صاحب كتاب (مرآة الحرمين) عام 1319ه والوجه قرية قرية صغيرة بها ما يقرب من 15بيتاً ويسكنها حوالي 500نسمة وبها قلعة وثلاثة مساجد وزوايتان وحوانيت على الشاطئ وثمانية صهاريج لحفظ ماء المطر.
وقال محمد لبيب في رحلته الحجازية 1328ه الوجه بها أربعون بيتاً صغيراً وعدد أهلها لا يزيدون عن خمسمائة نفس ويشرف على القرية تلة من ورائها عليها قلعة حصينة وثلاثة مساجد يقصدها في أيام الجمع الكثير من العربان.
وقال خير الدين الزركلي عام 1346تجولت في ميناء الوجه وسكانها نحو ستمائة وفيها محجر صحي ومدرسة إبتدائية وتضم نحو مائة وعشرين تلميذاً وفي البلدة أربعة مساجد وآلة لا سلكي.
(المعالم التاريخية)
(البلدة القديمة)
هي ماضي الوجه حيث بنيت على أنقاض الوجه القديمة وتتميز بيوتها ذات الطابع المعماري المتميز بالرواشين، فبيوت الوجه القديمة مبنية بالحجارة الكلسية والطين ويجري تلبيس الجدران من الداخل والخارج بطبقة من الجص (النوره) ويلاحظ ان الجدران مرتفعة اذ يصل ارتفاع الجدار الى اكثر من خمسة امتار وتتميز الجدران بكثرة شبابيكها وهي قريبة من السقف ومشبكة بقضبان خشبية مزخرفة.
ولما لم تكن في ذلك الحين اقفال ومفاتيح حديدية استعيض عنها بعمل (ضبة) ومفتاح من الخشب ولكل ضبة سرها الذي لا يعرفه سوى صاحب البيت والنجار اما اللون الغالب الذي يستعمل في طلاء الشبابيك والأبواب والجدران من الداخل فهو اللون الأزرق أو الأخضر.
(قلعة الزريب)
وهي من أهم الآثار الباقية في الجزء الشمالي الغربي من المملكة وتقع على بعد 6كم في وادي الزريب الذي يقع الى الشرق في مدينة الوجه، وقد انشأتها الدولة العثمانية بهدف حماية وخدمة قوافل الحجاج، إذ إن الوجه كانت إحدى المحطات المهمة في طريق الحج المصري الساحلي، بنيت القلعة من الحجر الجيري، وفي كل ركن من اركانها برج، ويقع مدخلها في الجزء الغربي اما الجدار الشمالي للقلعة فيلاصقه ثلاث برك لسقيا الحجاج وقد بنيت في عام 1026ه في عهد السلطان احمد الاول، لتكون حصناً لحماية قوافل الحجاج والمواد التي يخزنوها كمؤونة اثناء عودتهم من الأراضي المقدسة.
فنار الوجه
ويقع هذا الفنار على الجانب الجنوبي من ميناء الوجه وقد تم بناؤه في عام 1292ه على شكل برج أبيض اللون عال يضاء ليلا لهداية السفن ولم يبق من بنائه سوى أجزاء قليلة.
السوق القديم
ويقع السوق على الشفة الشمالية للميناء، أسفل الهضبة التي تقع عليها مدينة الوجه الحديثة وقد شهد السوق القديم حركة تجارية ضخمة أثناء الحكم المملوكي والعثماني، حيث كان يمر عليها الحجاج القادمون من المناطق المجاورة والمتجهون الى الأراضي المقدسة وهو ما يفسر ازدهار الوجه طوال قرون عديدة دون غيرها من المدن الأخرى، كما سهل موقعها البحري اتصالها مع بقية الأقطار والمدن الواقعة على ساحل البحر الأحمر وخاصة في مصر والسودان للسوق القديم ثلاثة أبواب انشئت لحماية السوق تغلق مع غروب الشمس وتفتح مع شروق الشمس وصوره أحد الرحالة الغربيين عام 1335ه.
الميناء الروماني
ويسمى حاليا بالقصير على بعد 35كم جنوب الوجه وهو عبارة عن بقايا معبد هلنستي الطراز بني من الحجر المرو وظهر منه الرمال بشكل كرانيش تزين مداميك الجدران.
التعليم
بدأ التعليم في الوجه اولا على نظام الكتاتيب الذي يعتمد تدريسه على تعليم القراءة والكتابة والحساب وحفظ القرآن وتمثل أدوات التعليم فيها على ألواح الكتابة ويعتمد الأهالي بتقديم المساعدات والاعانات المالية على القائمين عليه ومقر هذه الكتاتيب بيت المعلم وغالبا ما يكون في إحدى زوايا المسجد.
بعد ذلك أسست اول مدرسة بالوجه عام 1333ه عرفت بالمدرسة الأميرية يقال انها اول مدرسة في الشمال الغربي بنظام يعتمد على المرحلتين التحضيرية والابتدائية ومع بداية العهد السعودي أصبحت تابعة لمديرية المعارف بمكة المكرمة وفي عام 1361ه استبدلت المدرسة الأميرية بالمدرسة السعودية ومدة الدراسة فيها ست سنوات.
أول تحلية مياه
كان أهالي الوجه قديما يعتمدون على مياه الأمطار والتي تجمع في صهاريج مبنية من الحجارة وفي أوائل الخمسينات عملت حكومة المملكة الة تسمى الكنداسة لتقطير مياه البحر وكانت تعمل لمدة ستة شهور من السنة ثم تتوقف عن العمل وبعد توقفها تم نقل المياه للأهالي عن طريق (الوايتات) من شرق الوجه الوجه عن طريق الآبار وفي عام 1389ه وتم الانتهاء من المرحلة الأولى من انشاء اول محطة تحلية مياه بالمملكة بالوجه وبطاقة انتاجية قدرها 228مترا مكعبا يوميا والمرحلة الثانية انتهى تنفيذها عام 1396وبطاقة اجمالية قدرها 445مترا مكعبا يوميا.
السياحة
أصبحت السياحة صناعة من صناعات الدول، وبلادنا الحبيبة اتجهت اخيرا نحو الاهتمام بالسياحة من خلال انشاء الهيئة العليا للسياحة، ويرجع هذا الاتجاه لما تتمتع به بعض مناطقها من جمال الطبيعة كعسير والباحة، والبعض الآخر يزخر بمعالم اثرية وتاريخية على مر العصور كمدائن صالح بالعلا وقرية الفاو والبدع، والبعض الآخر من مناطقها يتمتع بالشواطئ البحرية الجميلة الممتدة كشاطئ البحر الأحمر او الخليج العربي، ومدينة الوجه ذات التاريخ والموقع الهام على البحر الأحمر تتمتع بجمال شواطئها البحرية.
ويمكن تصنيف السياحة في الوجه الى ثلاثة أنواع:
اولا: سياحة بقصد قضاء الاجازات لدى الأهل والأصدقاء بخاصة في اجازة الأعياد والعطل الصيفية.
ثانيا: سياحة بغرض ممارسة الرياضات البحرية كالسباحة وصيد الأسماك.
ثالثاً: سياحة بغرض زيارة المعالم التاريخية مثل (البلدة القديمة والسوق القديم والمساجد الأثرية مثل: ميناء القصير جنوب الوجه وآثار وادي الزريب، وقرية بداء شرقا.
وهناك عوامل قد لعبت دورا كبيرا في جعل مدينة الوجه مدينة سياحية ومن هذه العوامل:
العوامل الطبيعية:
  • امتلاكها العديد من الشواطئ البحرية الجميلة والفنية الرملية بالرمال البيضاء ذات الامتداد شمالا وجنوبا.
  • كثرة المرافق الطبيعية والشروم والخلجان والجزر: مثل شرم هبان وجزيرة ريخة وغيرها.
  • إنها بعيدة عن مصادر التلوث البحري.
  • جودة مراعيها ذات الشعب المرجانية التي تجعلها صالحة للاستثمارات البحرية.
العوامل الجغرافية
  • موقعها الجغرافي الذي يربطها بشمال المملكة وما يجاورها من دول كبلاد الشام ومصر.
  • قربها من بعض المناطق الادارية كمنطقة المدينة المنورة وحائل.
  • ارتباطها بالطريق البرية الممتدة في جميع أنحاء مدن المملكة داخليا وبالتالي خارجيا.
  • وجود مطار محلي يربطها بجميع انحاء مدن المملكة داخليا وبالتالي خارجيا.
  • ارتباطها حاليا بخط بري مع مدينة العلا ذات المعالم التاريخية والأثرية.
  • قربها من ميناء ضباء الذي يربطها بمصر.
العوامل التاريخية
  • مدينة الوجه مدينة لها تاريخ عريق ماضيا وحاضرا ذكرت في العديد من الكتب والمصادر القديمة والحديثة.
  • عرفت من خلال مينائها التجاري الذي لعب دورا كبيرا في تجارة البحر الأحمر.
  • زارها العديد من الرحالة المسلمين والأوروبيين ودونت في كتبهم ذات القيمة التاريخية.
وتضم محافظة الوجه مجموعة من المعالم السياحية والمتنزهات البحرية منها:
  • متنزه الكورنيش العام الذي يقع على مساحة تقدر بحوالي 3500م 2على امتداد الشريط الساحلي ويعتبر متنفسا بحريا لسكان المحافظة وزوارها كما يضم المتنزه عددا من العاب الأطفال وكافتيريا وقد قامت البلدية بزراعة عدد من الأشجار حول هذا المتنزه.
  • متنزه زاعم الواقع شمال المحافظة بمساحة تقدر حوالي 20000م 2وهو عبارة عن خليج تصل به الأمواج ومزود لألعاب الأطفال ومقاعد للجلوس وملاعب كرة قدم وما زال يطمع هذا المنتزه بمزيد من الاستثمار من قبل رجال الأعمال.
ومحافظة الوجه تمثل منطقة جذب سياحي نظير ما تتمتع به من سواحل جميلة وجو عليل تنفرد به عن بقية المناطق، وقد وجدت السياحة في الوجه كل الدعم والتشجيع من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين كما حظيت الوجه بمتابعة من قبل سمو أمير منطقة تبوك صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز الذي لا يألو جهدا في سبيل تطوير المنطقة والوقوف على إنجازات المحافظة.
وفي ظل عوامل الجذب السياحي في محافظة الوجه فانها بحاجة في القريب العاجل الى اقامة مهرجانات سياحية صيفية بها تكون دعما للسياحة الداخلية وجذبا للزوار في محافظة الوجه.

الاكثر مشاهده

بالصور مدائن صالح بالعلاء

وادي الجزل -أبو راكة

البلدة القديمة بالوجه